أطلقت جمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيات الطابع التذكاريّ لبطريرك ​لبنان​ الكبير الياس بطرس الحويّك في ​عبرين​ ب​البترون​، برعاية البطريرك المارونيّ ​الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ وحضوره.

وفي كلمته خلال حفل الإطلاق، لفت البطريرك الراعي إلى ان "لبنان بالاساس هو دولة مدنية لكن شوهت بالممارسة، وكلّ ما نعيشه ينتفي مع مفهوم الدولة المدنيّة، ويُصبح واقعاً عندما يكون الإنتماء للوطن قبل الطائفة"، منوهاً بأن "المكرم الحويك قال انه في سبيل لبنان، يجب أن نصبر ونتألم ونسهر ونصلي، وإذا تذكرنا حياته وأيامه، هو عاشها هكذا، ووصل لما وصل إليه من خلال صراع كبير، والأوطان تُبنى بالصبر والتضحيات وبالصلاة".

وشدد الراعي على أن "الحويك الذي قال "المواطنة بدل الانتماء الطائفي"، يعلمنا أنه عندما نعيش مثلما نعيش اليوم بتطييف وتمذهب، حيث أن الوزارة ممذهبة، الموظفون ممذهبون، كل شيء ممذهب، هذا كله ينتفي انتفاءً كاملاً مع الدولة المدنية"، موضحاً أن "الدولة المدنية تكون حين يكون هناك انتماء لوطن لا انتماء لمذهب أو حزب أو زعيم. الحويك يقول "نريد تنقية الذات والتجرد والتضحية والخروج من الذات"، أما الواقع الذي نعيشه اليوم يتنافى كليا مع امكانية اعادة بناء الدولة المدنية".

كما أوضح أن "الحوبك يعلمنتا ان أمانة لبنان تستمر دائماً، ونظامه جميل، حيث قال ان الدستور اللبناني من أجمل دساتير الدول، وتكتمل بالميثاق الوطني، وتتجدد بوثيقة الوفاق الوطني، وب​اتفاق الطائف​. هذه المسيرة من روح الحويك، وهي تتفكك اليوم"، منوهاً بأن "هناك كلمة تقال أن "النظام ما بيسوا"، نحن نشوّه ونخالف ولا نحافظ على الدستور، ونقول "النطام ما بيسوا"، وإذا نحن لم نرد أن نعيش معا، وكل منا أراد أن يفرض وينتزع من غيره، فهذا لا يعني أن الميثاق "ما بيسوا". وأفاد بأن "اتفاق الطائف لم يُنفذ لا روحا ولا نصّا ويُخالف باستمرار، وفي النهاية نقول "النظام ما بيسوا".

بموازاة ذلك، أشار الراعي إلى أن "لبنان ولد بعد الحرب الكونية الأولى وبعد المجاعة بجبل لبنان التي قتلت ثلث الشعب اللبناني، ونحن نعيش اليوم حالة من الموت السياسي والاقتصادي والمالي والمعيشي والاجتماعي ومن هذه الحالة سيولد لبنان الجديد".