اعلنت ​نقابة المحامين​ في ​بيروت​، في بيان، انه "عطفا على بيانها الأول تاريخ 25/6/2020 بصدد التدقيق ​المال​ي الجنائي وعلى سائر البيانات والمواقف التي اتخذتها نقابة المحامين في بيروت، إصرارا منها على إجراء التدقيق المالي الجنائي على جميع الحسابات العامة والحسابات الناتجة عن تقديم خدمة عامة، بما فيها حسابات ​مصرف لبنان​، وتشبثا به، وبعد أن وقع ​وزير المالية​ عقد التدقيق المالي الجنائي مع شركة Alvarez & Marsal بناء على التكليف المعطى له بهذا المعنى من قبل مقام ​مجلس الوزراء​ في جلسته المنعقدة بتاريخ 21 تموز2020، وإزاء ما يجري التداول به حول امتناع مصرف لبنان راهنا عن تزويد الشركة المذكورة بالأجوبة المطلوبة منه، خلافا لما ورد في رأي هيئة التشريع والاستشارات في ​وزارة العدل​ رقم 881/2020 جوابا على استطلاع وزير المالية بهذا الخصوص، وهو أمر بالغ الخطورة".

وأكدت النقابة على "أهمية إجراء التدقيق المالي الجنائي الذي يرمي إلى اكتشاف عمليات الغش والتزوير و​اختلاس​ الأموال العامة وتهريبها واسترداد ​الأموال المنهوبة​، بالإضافة إلى سائر الجرائم المالية والمصرفية والتي تمس المال العام، وهذا أقل ما يجب أن يحصل، وبسرعة قصوى، في دولة نهشها ​الفساد​، مما يستدعي على الأقل إجراء تحقيقات معمقة وجدية لا تقتصر على ظاهر الحال فقط ولا تعوقها ذرائع وحجج تفسر القانون على نحوٍ مغلوط"، مشيرة الى ان "مفهوم ​السرية المصرفية​ المحدد بالقانون تاريخ 3/9/1956 يقتصر وفق المادة 2 منه على أسماء زبائن ​المصارف​ والمؤسسات المعنية بالقانون المذكور والأمور المتعلقة بهم وهو ما تنطلق منه، ولا يمكن أن تخرج عنه أحكام المادة /151/ من قانون النقد والتسليف الذي أنشأ مصرف لبنان في العام 1963. تاليا، فإن مفهوم السرية المصرفية لا يتناول المال العام الذي - وفي مطلق الأحوال - تؤتمن عليه وترفع عنه السرية المصرفية ​الدولة اللبنانية​ ممثلة ب​الحكومة​، وهي التي قررت التدقيق المالي الجنائي".

وشددت على انه "لا بد لمصرف لبنان كمصرف ​القطاع العام​ أن يزود الشركة المكلفة من الحكومة إجراء تدقيق جنائي مالي، أسوة بشركات التدقيق المحاسبي التي تراقب عمله، بجميع المعلومات المطلوبة منها للقيام بعملها على أكمل وجه مع التذكير والتشديد على أن لا سرية مصرفية على المال العام، والمطلوب أيضا، وعلى السواء، من المسؤولين الحكوميين المعنيين، لاسيما منهم رئيس مجلس الوزراء ووزراء المالية والنقل والأشغال و​الطاقة​ و​الاتصالات​ وسواهم، تذليل أي عقبات أمام التدقيق المالي الجنائي، وإن كانت مسندة إلى ذرائع وتبريرات واهية وغير محقة، ومن بينها رفع السرية المصرفية عن حسابات القطاع العام كافة لدى مصرف لبنان. علما ان أعمال التدقيق والرقابة والتحقيق تشمل، الى جانب مصرف لبنان، جميع الإدارات والمؤسسات والمجالس والصناديق. أما الذهاب الى خلاف ذلك، فهو يطرح التساؤل حول جدية القرار برفع الغطاء عن الفاسدين والمفسدين والمرتكبين".