عام 2010 رفض ​لوران باجبو​، رئيس جمهورية ​ساحل العاج​ آنذاك، الإعتراف بالهزيمة أمام الرئيس ​الحسن واتارا​ في الإنتخابات، مما فجّر حرباً أهليّة قصيرة، تسبّبت بمقتل حوالي 3 آلاف شخص. اليوم هل يتكرر الأمر بعد انتخابات 2020؟!.

دعت الأحزاب المعارضة للرئيس الحسن واتارا لمقاطعة الإنتخابات الرئاسيّة التي جرت نهاية الأسبوع الماضي، فتصدّر الرئيس الساعي لإعادة انتخابه لولاية ثالثة، نتائج ​الانتخابات الرئاسية​ بعد حصوله على نسبة 99 بالمئة من الأصوات، الأمر الذي أخرج الأحزاب المعارضة عن طورها، وانتشرت في نقاط محدّدة من البلاد لأحداث دامية اودت بحياة العشرات.

إن هذا الواقع السيّء الذي تمرّ به البلاد يدعونا للتساؤل عن أحوال اللبنانيين في ساحل العاج، حيث يتجاوز عددهم الـ60 ألف نسمة، وهناك من يقول أن العدد أكبر، وأغلبيتهم هناك يعيشون في العاصمة ​أبيدجان​، فهل هناك ما يستدعي القلق؟.

أمس، أعلنت "الأحزاب والجماعات السياسية المعارضة عن إنشاء مجلس الإنتقال الوطني الذي سيكون مسؤولا عن إعداد إطار للإنتخابات الرئاسيّة يتّسم بالشمولية والشفافية والمصداقية، إنشاء ​حكومة​ انتقاليّة في ​الساعات​ القادمة، وعقد الإجتماع الوطني للمصالحة الوطنية بهدف العودة إلى ​السلام​ النهائي"، داعية إلى الحفاظ على شعار العصيان المدني والإستمرار في التعبئة.

إن هذا الواقع بحسب مصادر في الجالية اللبنانيّة بساحل العاج يعني أن الإستقرار لن يعود سريعاً، ولكن هذا لا يعني أننا سنعود إلى زمن عام 2010، مشيرة عبر "النشرة" إلى أن الظروف الحالية لا تشبه تلك التي كانت سائدة آنذاك، والرئيس الحالي يتمتّع بقوة ودعم داخلي وخارجي يجعله قادراً على الصمود.

وتضيف المصادر: "نعم نتوقع بعض الفوضى، ولكن الجالية اللبنانية ليست المستهدفة منها، بل هي تشكل جزءاً من الشعب، ونحن على أتم الجهوزية لمواكبة كل ما يمكن أن يحصل لضمان ​سلامة​ كل اللبنانيين"، مشيرة إلى أن منطقة أبيدجان لم تشهد أعمال عنف بعد، وما حصل من كان في منطقة "تومودي" حيث اندلعت أعمال شغب على خلفية طائفية، طالت "أعمال" لبنانيين، فتعرض احد المحال للحرق، فتحركت جمعية "البرّ والتعاون" اللبنانية في ساحل العاج بالتنسيق مع ​السفارة اللبنانية​ والسفير ​حسن نجم​، وقامت بإجلاء عائلتين لبنانيتين من المنطقة إلى أبيدجان.

تبعد تومودي، حيث وقعت أعمال ​العنف​، حوالي 200 كيلومتر عن العاصمة أبيدجان، والمحل الذي احترق يعمل في بيع مواد ​البناء​، وبحسب المصدر فإن الحياة في أبيدجان شبه طبيعية، والدوائر الرسمية تعمل، والمحال التجارية لم تقفل أبوابها، وقد انتشر حوالي 35 ألف عنصر أمن في الشوارع، وكل ذلك يوحي بأن الأمور لن تتطوّر إلى الأسوأ، إنما يبقى الحذر واجباً، ولذلك فقد تمّ إنشاء لجنة طوارىء من أبناء الجالية اللبنانيّة لتواكب التطورات على مدار ​الساعة​، لتأمين احتياجات اللبنانيين في كل الولايات.

يتأثر اللبناني في ساحل العاج ب​حالات​ الفوضى التي تحصل، فهو من اللاعبين البارزين في عملية ​الإقتصاد​ داخل البلاد، وما يجري اليوم يحدّ من أعماله وتجارته وتنقلاته، وكل ما يريده هناك هو ​الأمن​ والأمان، وهذا ما ينتظره أبناء الجالية اللبنانية.