أشارت ​كتلة الوفاء للمقاومة​، عقب اجتماعها الدوري، إلى أن "اختيار يوم 11/11 يوم شهد "حزب الله"، يؤكد الالتزام الحاسم بنهج المقاومة والاستشهاد من أجل تحرير لبنان وصون سيادته وحفظ أمنه واستقراره، وحماية قراراته الوطنية وحقّه في تأييد ودعم كل قضايا الحق والعدل المشروعة في منطقتنا والعالم".

ولفتت الكتلة، عقب اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد، إلى أنه "يبدو بوضوح أن الإدارة الأميركية تطفو فوق مؤسسات عميقة موغلة في اعتماد منهجية فرض النفوذ والهيمنة وصولاً إلى التفرد في إدارة شؤون العالم"، منوهاً بأنه "يتعاقب على رئاسة هذه الإدارة مَن يتعهد التزام تلك المنهجية، كلٌ بحسب شخصيّته وديناميته وأساليبه، فيما تعمل كارتيلات النفط والسلاح والمال والإعلام لتجييش الرأي العام الأميركي والعالمي تبعاً للسياسات التي تقررها تلك المؤسسات وتحضّر ما يلزم لتوظيفه من أجل تحقيقها، مستخدمةً رؤساء دول وكيانات وجيوشا وأحلافا وثروات ومؤسسات دولية وإقليمية، لإحكام سيطرتها على العالم من جهة، أو على مناطق استراتيجية مثل منطقتنا التي تعتمد فيها أميركا ​سياسة​ ثابتة قوامها حفظ كيان العدو الصهيوني وحمايته ودعم إرهابه وفرض تسوية وتطبيع معه، والسيطرة الدائمة على منابع النفط والغاز والممرات الاستراتيجية لتسويقهما وفق ما ترسمه من مصالح وسياسات".

كما شدد على أن "الانتخابات والتنافس بين المرشحين للرئاسة، ليست إلا محطة يُراد لها أن تعكس مظهراً ديمقراطيا لتداول السلطة، فيما الدكتاتورية العميقة هي التي ترسم السياسات وتنفذها وتضع الحدود والضوابط".

أمّا على الصعيد المحلي، أوضحت الكتلة أنه "انكشف سريعاً أن وضع اسم رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل على لائحة العقوبات لم يكن للأسباب الظاهرية المدّعاة، والتي تتصل تمويهاً بالفساد، إنما بدا واضحاً أنّ السبب الأعمق هو رفض باسيل وتياره الاستجابة لإملاء فكّ التحالف السياسي مع "حزب الله"، تماشياً مع الحصار الذي تحاول أميركا فرضه لإخضاع لبنان وقواه السياسية الحيّة ولجرّ الجميع إلى مصالحة الصهاينة الغاصبين وتطبيع العلاقات معهم".

وأفادت بأنه "فيما جرى استعراض لأوضاع البلاد عموماً وخصوصاً لجهة الاتصالات الجارية ل​تشكيل الحكومة​ أو الإجراءات التي اعتمدت مؤخراً لتلافي مخاطر تفاقم انتشار وباء الكورونا، تلتزم الكتلة كل المواقف التي عبّر عنها سماحة أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله في إطلالته مساء أمس، وتجدد عهدها بالوفاء لشهداء المقاومة الإسلامية ولنهجهم المبارك، في الدفاع عن السيادة الوطنية وحفظ إنجازات التحرير وتوازن الردع وتعزيز الصمود ومحاربة الفساد والتمسك بالاستقامة والحرص على خدمة المواطنين ومتابعة الجهود القانونية لتطوير أوضاع البلاد وتنمية مناطق الأطراف".

كما أكدت "بذل الجهد مع مختلف الكتل النيابية لإنجاز قوانين تعزز إمكانية المحاسبة للمرتكبين، وتشجع عبر قوانين أخرى قطاعات الإنتاج واستثمار الموارد المتاحة في كل المجالات بشكلٍ مشروع ومنصف ودون تمييز بين المواطنين ولا بين المناطق". واعتبرت أن "الانتخابات الأميركية الرئاسية كشفت حجم الانقسام العامودي في المجتمع الأميركي نتيجة غياب العدالة وارتفاع منسوب العنصرية، وممارسة الطغيان ودعم الإرهاب وتغطية جرائمه البشعة، الأمر الذي يشعر معه الأميركيون بحالةٍ من الانفصام بين المبادئ والممارسة، ويشيع فيهم البلبلة ويزعزع لديهم الثقة بالأشخاص والمواقف والمؤسسات والسياسات".

وشددت كذلك على أن "معضلة أميركا المتفاقمة، لا تُعالج بتبدل الرئاسات فحسب بل تقتضي حكماً تبديل السياسات الاستراتيجية أيضاً وهو ما يحتاجه العالم اليوم بدل الإصرار على الاستعلاء والعدوان"، منوهاً بأن "علاقات اللبنانيين فيما بينهم والتحالفات السياسية التي نسجوها بين قواهم، وأوضاع كل منهم في لبنان، هي شأن لبناني محض، لا يحق للإدارة الأميركية ولا لغيرها من حكومات الدول أن تتدخل فيه وأن تصدر عقوبات أو تقرر إجراءات تترك أثراً سلبياً على أصحابها في بلدهم أو أي بلد آخر".

وفي سياق متصل، أشارت إلى أنه "بناءً عليه، ترى الكتلة أن وضع اسم الوزير جبران باسيل وقبله أسماء وزراء لبنانيين آخرين على لائحة العقوبات هو افتراء سياسي، لا بل هو عدوان وإجراء ظالم تتحمل الإدارة الأميركية المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كل أثر سلبي يصيب أصحاب تلك الأسماء خارج الولايات المتحدة الأميركية بالحد الأدنى، وهو أمرٌ مدان ومرفوض بالتأكيد". ودعت "للإسراع في تحريك عجلة التفاهم الداخليمن أجل تشكيل الحكومة لأنها حاجة سياسية وإدارية ملحّة للبلاد وللمواطنين، لا تجوز المراهنات فيها أو التعاطي ببرودة مع متطلبات تأليفها".

ونوهت الكتلة بضرورة "انضباط المواطنين والتزامهم بإجراءات الصحة العامة والإقفال الذي قرّره مؤخراً مجلس الدفاع الأعلى في سياق التصدي للانتشار الخطير لوباء الكورونا في البلاد وارتفاع نسبة المخاطر والوفيات". وتقدمت بـ "أسمى تعازيها للشعب الفلسطيني المقاوم بشهادة الأسير كمال أبو الوعر الذي قضى ظلماً في معتقلات العدو الصهيوني شاهداً على القهر الذي يلحق بالأسرى الفلسطينيين الذين تستحق قضيتهم كل عنايةٍ وتضامنٍ واهتمام".

وتقدمت كذلك "بمناسبة وفاة المناضل الجزائري السيد "لَخْضَر بورقعة" قبل أيام، من الشعب الجزائري الشقيق ومن أسرة الفقيد الراحل بأحرّ التعازي والمواساة وتعرب عن بالغ تقديرها لنضاله الدؤوب من أجل وطنه وأمّته".