أشار رئيس إتحاد المؤسّسات السياحيّة ونقيب أصحاب الفنادق ​بيار الأشقر​، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "توقعات ​القطاع الفندقي​ لفترة الأعياد كانت سلبيّة، ولكننا كنا محكومين بالأمل"، موضحًا أن "المغتربين اللبنانيين الذين أتوا في فترة الأعياد بمعظمهم قدموا من أفريقيا والخليج وقلّة من أوروبا، وهذه الشريحة بنسبة كبيرة لا تقيم في الفنادق بل لديهم منازل خاصة أو يقطنون عند عائلاتهم".

ولفت الأشقر إلى "أنّنا كنا نعوّل ككقطاع فندقي على المغتربين من كندا والبرازيل وغيرها من الدول البعيدة، ولكن للأسف بسبب عدة عوامل لم نشهد حركة على هذا المستوى"، مُذكّرًا بأن "بيان المجلس الأعلى للدفاع في فترة ما قبل الأعياد والحديث عن إمكانية حصول اغتيالات والتخوّف من ​الوضع الأمني​، كل هذه الأمور بالإضافة إلى أسباب أخرى لها علاقة بالطيران ساهمت في عدم مجيء المغتربين".

ورأى الأشقر أن "تأخر السلطات اللبنانيّة عن إعلان فتح البلد وتمديد ساعات عمل ​المطاعم​ والملاهي ليس له تأثير كبير على القطاع الفندقي، بل كان للعامل الأمني التأثير الأكبر في النكسة التي تعرضنا لها"، كاشفًا أن "أهم فندق اليوم لديه 20 بالمئة كنسبة إشغال، في حين كانت النسبة تصل إلى حوالي 80 و90 بالمئة في مثل هذه الأيام من الأعوام الماضية، وكان يمتد العمل من 20 كانون الأول إلى 5 كانون الثاني، كما أن الفنادق التي تعتمد على ​موسم التزلج​ لم تستفد حتى الآن بسبب العامل المناخي".

وعن تراجع سعر الليرة مما ينعكس ارتفاعًا في القدرة الشرائية لدى السياح ويُشكّل عاملًا جاذبًا، ضرب الأشقر مثالًا حول تركيا والعراق، مُبيّنًا أن "البلدين يعانيان من تراجع في العملة المحلّية ولكن المناخ العام يجذب السائح باتجاه تركيا كونها تتمتع باستقرار أمني"، معتبرًا أن "المعادلة نفسها تنطبق على لبنان، واليوم نظرة الخارج لنا سيئة جدًا".

وذكّر الأشقر أن "أساس المشكلة بدأ في العام 2012 مع طرد العرب من لبنان بسبب الخلافات السياسية، ومنذ ذلك الحين بدأ لبنان يتراجع اقتصاديًا وماليًا وانخفضت الاستثمارات، فبسبب السياسات المناهضة ل​دول الخليج​ منعت بعض الدول العربية رعاياها من زيارة لبنان وشهدنا مقاطعة خليجية للبلد، في حين كنا نعتمد على السياح الخليجيين الذين يملكون أكبر قدرة على الإنفاق مقارنةً بنظرائهم العرب والأجانب، كما كانوا يقطنون في لبنان لفترات طويلة ويستثمرون في أكثر من قطاع، وللأسف كل هذه الأمور فقدناها منذ أعوام ولا حل لهذه المشكلة إلّا بالسياسة، فلا يمكن للخليجي أن يزور لبنان في حين أن فئة تتهجم عليه وعلى نظامه".

وحذّر الأشقر من اتخاذ أي قرار ب​الإقفال​ في فترة ما بعد الأعياد، معتبرًا أن "لا يمكن النهوض بالواقع الحالي من دون الوصول إلى حل سياسي على مستوى البلد من خلال رؤية واضحة وتشكيل حكومة متفق عليها، تستطيع تطبيق القرارات المرتبطة بالإصلاحات والقضايا المُلحّة، وإلّا فالبلد بكافة قطاعاته سيكمل في مسار الإنحدار".