ابن الله في الأزل وابن ​مريم العذراء​ في الزّمن "يُدعى أسمُه عَجيباً"(أش9: 5)، يقول أشعيا النبي.

يسوع المُتجسّد من حشا مريم الطاهر، هو الولد "العَجيب" لأنّه الله ابن الله: "قال ملاك الرب لِمَنوح أبو شمشون "لماذا تسألُ عن إسمى وهو عجيب"(قض13 : 18). ما معنى هذا الإسم؟ لنسمع ما قاله الملاك لمريم في البشارة:" وهَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ ابْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع"(لو1: 31)، ومعنى اسمه "الله يُخلّص". يسوع هو ابن الله الوحيد الذي "وهبه (الآب) الاسْمَ الَّذي يَعْلُو كُلَّ اسْمٍ، لِكَي تَجْثُوَ باِسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَة، في السَّمَاءِ وعَلى الأَرْضِ وتَحْتَ الأَرْض"(في2: 9-10).

ويسوع عجيبٌ في ميلاده، وعجيبٌ في حياته، وعجيب في تعاليمه، وعجيبٌ في رحمته، وعجيبٌ في موته وقيامته.

باسم يسوع صنع الرّسل العجائب، وباسمه كرزوا في ​العالم​ كلّه، وباسمه أخرجوا الشياطين، وشفوا المرضى، وغفروا الخطايا، وأقاموا الموتى. باسم يسوع تتبارك حياة المؤمنين وبنيهم وبناتهم وبيوتهم وحقولهم وأعمالهم. إنّه الإسم الذي يجد فيه المؤمنون قوّتهم وأمانهم وطُمأنينتهم وسلامهم: إنّه يسوع، الله يُخلّص.

ولكن اسم يسوع ليس اسماً سحرياً، وبالتالي لا يُمكننا أن ندعوه غُبّ الطلب لإيجاد الحلول المناسبة لمشاكلنا الطارئة، فأيّة قوّة تُعطى للمؤمنين تأتي، لا من إسم يسوع وحسب، بل من إيمان حقيقي بمَنهو يسوع وبعمله الخلاصي لأجلنا.

من يحمل اسم يسوع على الهويّة، عليه أن يحمل رسالته في قلبه. مَن يُسَجّل اسمُه في سجلات عماد الكنيسة، عليه أن يسلك سلوك أبناء النّور(أف8: 5)، فيموت يوماً بعد يوم عن الخطيئة، ليتجلّى على وجهه نور مجد ​المسيح​ يسوع.

مُشيراً، إلهاً جبّاراً أبد الأبد

"ودُعِيَ أسمُه... مُشيراً إِلهاً جَبَّاراً، أَبا الأَبَد"(أش9: 5).

يسوع العجيب في الحَبل به ومولِده واسمه، هو الإله الجبّار الكلّي القُدرة (را. أش9: 6)لأنّه الله ابن الله، والمساوي له في الجوهر.

يسوع هو المُشير، لا بل رسول المشورة العظيمة، كونه أعلن بالكلام والأعمال سرّ الله الآب للبشر، وصورته وحقيقته، وهذا ما قصده بقوله عن نفسه: "أَظهرتُ اسمَكَ للنّاس"(يو 17: 6).

ويسوع هو الأله الجبّار لأنّه القادر وحده على أن يُجدّد ويُعيد إلى طبيعتنا البشرية التي تشوّهت بفعل الخطيئة، بهاءها. وهو الشفيع لدى الآب، والقادر وحده على أن يتبّنى خطايا العالم ويُكفّر عنها(1طيم2: 5-6).

ولكن يسوع هو أيضاً "أبا الأبد"، لأنّه في المسيح يسوع لَم يُعلن جبروت الله وقُدرته وعظمته، وإنّما أعلنت أيضاً أبوّته وحنانه؛ فبالمسيح عرفنا محبة الآب الأبدية وبه صرنا أبناء له الآب. "تبَارَكَ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، (كتب بولس) الَّذي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ في السَّمَاوَاتِ في الـمَسِيح؛ فإِنَّهُ ...قَدْ سَبَقَ بِمَحَبَّتِهِ فَحَدَّدَنَا أَنْ نَكُونَ لَهُ أَبْنَاءَ بِالتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الـمَسِيح، بِحَسَبِ رِضَى مَشِيئَتِهِ"(أف1: 3-5).

نحن أبناء الله، هذه هي هويتنا التي يجب أن نُحافظ عليها، ونحميها من روح الشّر الذي يوسّع ضمائرنا، ويجعلنا نتأقلم مع أمور العالم، ونقبل بكلّ ما لا يتناسب مع قداستنا. ونحن نُحافظ على هويتنا عندما نسمح للرّوح ​القدس​ بأن يقودنا على الطريق التي سلكها يسوع، فنتغلّب بقوته على الخطيئة التي تُضعف هويتنا، ونشهد له كأبناءٍ أُمناء، "اختَارَنا لَهُ لِنَكون قدّيسين بدون عَيب في المحبّة"(أف1: 4).