اشار مسؤول كبير كان حاضراً بزخم في حركة الاتصالات هذه خلال ​الساعات​ الماضية في مسعى للقاء بين ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ ورئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ لـ"الجمهورية" الى إنّه "لم يعد السكوت جائزاً على رهن البلد لمخيّلات تخريبية تتناسى أنّ زلزالاً ضرب ​لبنان​، وتنضح بأفكار وطروحات تدميرية لما تبقّى منه، وتدفع الى إدخاله في أتون فتنة رهيبة"، ويستدرك قائلاً:"طالما أنّ العقل السياسي في إجازة مفتوحة، فمن الطبيعي أن يخلو المسرح امام هذه المخيّلات لتستبيح الحرمات والمحرّمات".

والقي المسؤول عينه على حافتي ال​تأليف​، ما يسمّيها "تنبيهات"، من اي خطوات تتجاوز تركيبة البلد وتوازناته وفيها انّ الرئيسين عون والحريري محكومان بتأليف حكومة، حتى ولو كان ذلك خلافاً لمشيئتهما، وليس امامهما سوى هذا السبيل، وهذا ما توجبه تطورات الداخل والانهيارات على كل المستويات، وكذلك التطورات الخارجية التي تضع المنطقة كلها وسط احتمالات حربية رهيبة، تنذر بها الحرب الكلامية والتهديدات بين ​الولايات المتحدة الاميركية​ و​ايران​، وليست مزحة على الاطلاق العودة الاميركية الى تحريك قاذفات الـ"بي 52" وارسالها الى ​الخليج​، وكذلك الكشف الايراني في الساعات الماضية عن ​صواريخ​ بعيدة المدى تحت الارض.

واضاف: "انّ محاولة دفع الحريري الى الاعتذار، تنطوي على بُعد استفزازي ليس للرئيس المكلّف وتياره السياسي، بل للطائفة السنّية بشكل عام ومن شأن ذلك أن يرتب احتقاناً لا تُحمد عقباه"، مشيرا الى انّ "هذه المحاولة ساقطة سلفاً، اولاً لأنّ الحريري يدرك انّ ورقة التكليف هي الورقة القوية التي يملكها، إن تخلّى عنها يخسر كل شيء ويحقق للفريق الداعي الى اعتذاره نصراً مبيناً عليه، علماً انّ الحريري وكما هو مؤكّد، ليس في وارد الاعتذار اصلاً، وهو ما تبلّغته مستويات سياسيّة مختلفة وثانياً، لتعذّر وجود بديل عن الحريري، هذا في حال اعتذاره، ما قد يدخل لبنان في ازمة لا نهاية لها".

وشدد على انّ "طرح تشكيل حكومة من طرف واحد، على ما تدعو اليه بعض الاصوات، هو طرح ساقط سلفاً أيضاً، حيث لن يكون في الإمكان تشكيل مثل هذه الحكومة بأي شكل من الاشكال، وخصوصاً انّ اطرافاً اساسية في البلد ترفض هذا المنحى بشكل قاطع، وقد سبق للرئيس ​نبيه بري​ ان اعلن انّه لا يمكن له ان يمشي بحكومة من طرف واحد، وكذلك فعل الوزير السابق ​سليمان فرنجية​"، معتبرا انّ "حكومة اللون الواحد هي حكومة صدام داخلي، وكذلك هي حكومة الحصار الخارجي للبنان واقفال كل الابواب في وجهه، ولن تكون للبنان قيامة معها، فهل هذا هو المطلوب؟".