مرة جديدة عاد ​تنظيم داعش​ الإرهابي الى الواجهة اللبنانية من نافذة بلدة ​عرسال​ الحدودية، وذلك عبر خلية كانت في صدد التحضير لعمليات أمنية، لكن ​الجيش اللبناني​ أوقف أكثرية أفرادها.

فعلى مدى أسبوعين، نفذ الجيش اللبناني في عرسال سلسلة من عمليات الدهم التي أدت في نهاية المطاف الى توقيف 18 عشر متورطاً مع الخلية المذكورة. وبحسب المصادر الأمنية المتابعة للملف، "الموقوفون الـ18 يتوزعون بين 5 لبنانيين و13 سورياً، وبين اللبنانيين الخمسة، هناك ثلاثة منهم يمكن وصفهم بالـ"العقل المدبر" للخلية".

أفراد الخلية بدأوا إجتماعاتهم في مسجد الصدّيق في عرسال، ومن ثم راحوا يتنقلون من شقة سكنية الى أخرى، كل ذلك بهدف عدم إثارة الشبهات. ​التحقيقات​ بدأت مع الموقوفين لدى ​مديرية المخابرات​ في الجيش وقد إعترف الموقوفون بإنتمائهم الى داعش وتأييدهم لمبادئه. وبحسب التحقيقات الأولية، كان الموقوفون يحضّرون لإعداد خلايا صغيرة تنشط بشكل أساسي على إستهداف مسؤولي المخابرات في منطقة عرسال ومحيطها. وفي هذا السياق يؤكد مصدر امني أن التحقيقات مع الموقوفين لم تكشف أي نوايا لديهم بإستهداف مناطق سكنية بالمتفجرات كما كان يحصل في العمليات التي نفذها تنظيم "داعش" في الداخل اللبناني، أكان في ​الضاحية الجنوبية​ أو في البقاع، كذلك يؤكد المصدر عينه أن إعترافات الموقوفين لم تكشف أي مخطط لإستهداف مسؤولين في ​حزب الله​، بل كل ما كانوا يعدون له هو إستهداف دوريات للجيش ومسؤولين في مخابرات البقاع. ولأن ما من خبير للمتفجرات بين أفراد الخلية، لجأ هؤلاء في إجتماعاتهم الى مشاهدة أفلام ينشرها تنظيم داعش عن كيفية إعداد المتفجرات والتعامل معها.

متابعة الجيش لأفراد هذه الخلية بدأت منذ مدة بناء على معطيات ومعلومات وردت عن نشاطهم، وبما أن عمليات توقيفهم حصلت على مراحل، توارى متورطون آخرون معهم عن الأنظار ولا يزالون قيد المتابعة من قبل المخابرات، وفي هذا السياق جاءت المداهمات التي نفذها الجيش اللبناني صباح أمس في بلدة عرسال بحثاً عن هؤلاء المطلوبين.

من سهّل نشاط خلية داعش هم ​اللبنانيون​ الخمسة والسبب أنهم جميعهم من بلدة عرسال، وبالتالي هم من عمل بشكل أساسي على تأمين الشقق السكنية المتعددة التي كانت تستعمل لعقد الإجتماعات، وفي داخل هذه الشقق ضبطت القوة المداهمة من الجيش مع موقوفي الخلية كمية من الأسلحة والذخائر الحربية.

أخطر ما في هذه الخلية، هو توقيت توقيفها، لماذا التوقيت؟ لأن لبنان يمر في مرحلة حرجة إقتصادياً وصحياً، وقد يكون هدف التنظيم الإرهابي هو السعي الى الإستفادة من هذا الوضع لإعادة تحريك خلاياه النائمة، وقد تكون هذه الخلية هي واحدة من عدة ارهابيين لم يتم ضبطهم بعد ولم يتم توقيف أحد من أفرادهم، وقد تكون هذه الخلايا موزعة على أكثر من منطقة لبنانية. هي ليست أسئلة صحافية فحسب، هي مجموعة هواجس وردت في أكثر من تقرير امني.