تحتفل الكنيسة باحد تذكار الموتى المؤمنين، لاسيما الراقدين ب​يسوع المسيح​، من خُلِّصوا بموت وقيامة إبن الله... فلنرفع الصلوات ونقدم القرابين ولنصنع الخير ونمارس ​المحبة​ لاجل راحة أنفسهم.

"يســـــوعُ لــــنْ ينســـاني، هــــــذا خَتْـــمُ إيماني،فيـــــهِ الإســـمُ مطـــبوعُ، يُقْــــــرَا يســــــــوعُ.لا تمــــــحوهُ الأمــــــواهُ، والنــيران تخشـــــاهباســــــمِ الصــليبِ الحيِّ، لا لــنْ أخشــى المــوتْ"(كلمات الأب ​ميشال حايك​).

غادرنا أحبّاؤنا الموتى نحو ​الحياة​ الأبديّة، التي يؤمن بها المعمّد والممارس لإيمانه، من خلال ​الصلاة​ وأعمال الرحمة والمحبّة، التي تعبّر عن علاقته بالسيّد المسيح، مخلّص البشريّة، بالرغم من الخطايا والضعف.

رحل أحبّاؤنا الموتى، وتركوا فراغًا وآلامًا وأحزانًا وجروحات وحسرات وذكريات، لاسيّما في هذه "المحنة" والظروف القاسية والمؤلمة، التي تعصف بعالمنا، بسبب جائحة "​كورونا​ كوفيد ١٩"، التي فتكت بالبشرية جمعاء ممّا سبب الالم والعذاب والخوف، والابتعاد عن بعضنا البعض، والموت بسبب هروب وانقطاع النَفَس...

لم يستطع الاهل والأصدقاء مرافقة المرضى الذين واجهوا العذاب والغربة والخوف، والموت والذين عانوا لعدم رؤيتهم ومرافقتهم. إنّها آلام وحسرات ودموع...بالرغم من ذلك نقول، ألم يتركوا لنا "مثالاً" نقتدي به، وأعمالاً ننعم بها، وأقوالاً وأفعالاً حسنة تنفعنا؟ ألا نشعر بوجودهم معنا وبالقرب منّا وبرفقتهم لنا؟ غاب أمواتنا، لكنّهم حاضرون رغمغيابهم الجسديّ.

يدخلنا انتماؤنا للرب يسوع في ​مسيرة​ نحو الملكوت، التي تخولنا ان نعاين وجه الله. تلك المسيرة تبدأ من واقع وحالة"الأرض الفانية" على ان تكون في السماء، التي وعدنا بها ومن أجلها نعمل، بأننا ننال أكليل المجد المُعدّ لنا من قبل إنشاء ​العالم​. نسعى للحصول على السماء والمكوث فيها، عبر انتقالنا وعبورنا من هذا العالم الزائل، نحو البيت السماوي، على أمل ان نكون في أحضان الآب. أوليست حياتنا مثل حبة الحنطة التي تموت في الارض لتعطي ثماراً كثيرة؟.

نتواصل مع أحبائنا الموتى من خلال الصلاة.

لنصلِّ من أجل راحتهم في الحياة الأبدية.

عاملهم ياربّ برحمتك لا بعدلك...

لننظر نحو السماء حيث بيتنا السماوي.

ليبق بيتنا الأرضي محطة تحضيرية ...

لنصلِّ من أجل توبتنا وتحضيرنا لملاقاة الربّ يسوع، عندما يستدعينا.

لنذكر موتانا بالصّلاة وتقديم القربان المقدّس، من أجل راحتهم الأبديّة، "إرحمونا إرحمونا، أنتم يا أخلاءنا فإنّ يد الله قد مسّتنا"(أيّوب 19: 21)، "طوبى للرحماء فإنّهم يُرحمون"(متّى 5: 7). ألا تعزّينا الصّلاة أيضًا ساعة الشدّة؟.

"أشرق يا ربّ نورَكَ الأزليّ علينا وعلى أمواتنا"، "الراحة الأبديّة أعطهم يا ربّ، ونورك الأزليّ فليضئ لهم، فلتسترح أنفس الموتى المؤمنين برحمة الله والسّلام آمين". إجعل يا ربّ أحبّاءنا الموتى في ديارك الأبديّ...

*رئيس جمعيّة عدل ورحمة