أكد رئيس الهيئة التنفيذية في ​حركة أمل​ ​مصطفى الفوعاني​ أن الإنطلاق من مبادرة الرئيس بري يشكل عاملاً اساسياً لإحداث خرق في الجمود الحاصل، ولا بد من الاستفادة ايضاً من المساعدة الخارجية التي لا زالت قائمة، اذا ما خرجنا من بعض التفاصيل الضيقة وغلبنا المصلحة العليا. وليعلم الجميع أن الوطن سيبقى وسيتعافى، إذا ما بذلنا جميعا جهدا يتناسى معه البعض غرائزية التسلط ومحدودية الرؤية، واعادة عقارب ​الساعة​ الى شعارات "اعتبار ..فوق كل اعتبار"، وليتواضعوا فان التاريخ لا يرحم وستلاحقهم لعنة ​الفقر​اء والمحرومين اجيالاً.

وخلال لقاء بمناسبة ذكرى ولادة الامام الهادي (ع) عبر تطبيق zoom، شدد على ان نسبة الفقر في ​لبنان​ باتت تشكل تهديداً، وهذا الفقر لا دين ولا ​طائفة​ له، لذلك يجب التعاطي من المعنيين بمسؤولية كبيرة، ولا يمكن العيش بعرف الحديث عن القضايا السياسية ومواقع ​الطوائف​ وحصصها. والمطلوب الآن التنازلات لأجل الوطن و​الإنسان​ إلا اذا كان البعض يريد لاطماعه التفوق على كل شي. ودعا ​حكومة​ ​تصريف الأعمال​ إلى تحمل المسؤولية في معالجة القضايا الحياتية، فلا يصح امام هذا الوقع ان نبقى شهوراً ندرس سبل والية الدعم، ويجب أن لا تترك اي قضية تحتاج علاجا، ولا يجوز ابداً التهرب من المسؤولية في هذا الوقت.

ورأى الفوعاني أن ما نعيشه اليوم من أزمات عميقة على الأصعدة كافة مرده إلى الخلافات السياسية، تقاذف المسؤوليات وحرب البيانات، والتصريحات المتوترة، التي اصبحت تهدد ب​انفجار​ اجتماعي، فالناس وصلت إلى ما لا يحتمل او يطاق، لذلك لا بد من حوار واتفاق سياسي يبدأ بتشكيل فوري للحكومة على أن تكون من اختصاصيين غير حزبيين يعملون لاجل انقاذ هذا الوطن من الغرق.

واعتبر الفوعاني ان الظروف الخارجية تسمح بالخروج من المراوحة اذا ما تحركنا بمسؤولية وطنية بعيداً عن المصالح الشخصية في الداخل. ومؤكدا أن عمق المشكلة يكمن من الداخل، من خلال محاولة البعض البقاء على الاستئثار ب​السلطة​ ورهن مؤسسات ​الدولة​ لأجل مصالحه، ويصمّ ضميره عن معاناة الناس، وانكشاف لقمة اولادهم امام جشع ​المصارف​، واحتكار كارتيلات ​المال​ وحيتانهم.

كما أشار إلى أنه "سلكنا طريق المواجهة مع ​كورونا​ من خلال وصول اولى دفعات ​اللقاح​، وعلى الناس عدم الخوف والإسراع إلى تسجيل اسمائهم على المنصة التي اطلقتها ​وزارة الصحة​، لأن تامين المناعة المجتمعية لا يمكن الا من خلال اخذ اللقاح، ونامل التجاوب مع هذه الخطوة بالجدية والسرعة لانها الخلاص الوحيد في الوقت الراهن. ولفت إلى الإنحياز التام للحركة تجاه الناس في مواجهة الازمات الاجتماعية، مؤكداً أن كل القطاعات الحركية بذلت وستبقى تسعى لتجاوز الازمة تلو الاخرى، لأننا من مدرسة تأسست لأجل الإنسان وكرامته.

وأمل الفوعانى أن تشكل التغيرات في ​الإدارة الأميركية​ ​الجديدة​ عاملاً لتثبيت الاستقرار في منطقتنا، ولا يمكن ان نغفو لحظة واحدة عن القضية الاساس ​فلسطين​، فستبقى البوصلة وقضية الشعوب العربية المركزية وقدسنا عاصمتها الوحيدة، وأن ​إسرائيل​ الشر المطلق هي العدو الذي يجب مقاومته.