لفت راعي أبرشية بيروت المارونية المطران ​بولس عبد الساتر​، إلى أنّ "في خلال شهرين، قُتل شابان بطريقة مرفوضة بما يشبه الإعدام العلني، فيجب ألّا ننسى جو بجاني الّذي قُتل بطريقة بشعة وكذلك ​لقمان سليم​". وعن تأدية ترنيمة "أنا الأم الحزينة" في تشييع سليم، أشار إلى أنّه "لا بدّ من التركيز على الأساسي وهو لماذا قتل جو بجاني ولقمان سليم، ومن نَفّذ العمليّة؟ ونطلب من ​الأجهزة الأمنية​ التعاون لكشف الفاعلين، وإلّا فجميعنا معرّضون وخائفون أكثر ممّا نحن خائفون بسبب وباء "​كورونا​" و​الوضع الاقتصادي​".

وأوضح في حديث تلفزيوني، أنّ "العظة الّتي ألقيتها في قداس ​مار مارون​ عام 2020، كانت لتوعية ضمائر المسؤولين، وعام 2021 قرّرت أكثر التوجّه إلى الناس، فالتغيير يبدأ من حياة الناس اليومية، من العائلة إلى التعليم إلى العمل، بحيث يجب تغيير ذهنيّة الروح التجاريّة". وركّز على أنّ "التغيير يبدأ من المواطن فالشعب مصدر السلطات. صحيح أنّ كثرًا قاطعوا ​الانتخابات النيابية​ الأخيرة، لكن بالنتيجة الشعب هو من اختار النواب".

وبيّن المطران عبد الساتر أنّ "المسؤول الفاسد ربّما يستطيع إسكات الناس إن كان لديه جمهور كبير يسانده بأخطائه، لكن عندما يزيد عدد المعارضين عن الموالين يحصل التغيير"، مؤكّدًا أنّه "لا يكفي وضع المسؤوليّة على المسؤول، لأنّ المواطن أيضًا مسؤول وكلّ خيار يقوم به في حياته اليوميّة يؤثّر على حياة الوطن، وعلى الشعب ال​لبنان​ي الحفاظ على البلد و"ما يسند المسؤول اللي مش سئلان عنّه".

وذكر أنّه "إذا لم يستطع الشعب المحاسبة، فهناك دينونة، وأنا اخترت الكلام مع المواطن وأقول له "لا تدعم المسؤول الذي لا يخدم بلده بصدق"، لافتًا إلى "أنّنيأرى أشخاصًا اليوم أكثر من قبل بحاجة إلى تأمين مأكلهم وإيجار منزلهم وفاتورة المستشفى"؛ ومشدّدًا على أنّ "كلن يعني كلن" أوصلونا إلى ما نحن عليه اليوم، والمؤسّسات والأشخاص المسؤولين لم يعملوا بشكل صحيح طوال الوقت".

كما أشار إلى "أنّني لا أخافمن شريكي في الوطن، ولكن إذا كان هناك ماروني واحد أو سنّي واحد أو شيعي واحد أو درزي واحد خائف، مفروض أن نقوم أما والباقون في الوطن بطمأنته، ليبقى يعطي من قلبه في البلد"، مركّزًا على أنّ "البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ طالب بالمؤتمر الدولي انطلاقًا من خوفه على لبنان، ولأنّه رأى أنّ الأفق مقفل وأنّ في مكان ما هناك عقدة لم يتمكّن الشعب والمسؤولون من حلّها أو تخطّيها. لذلك، طلب من ​الأمم المتحدة​ أن تكون معنا وتساعدنا وتمارس الضغوط اللّازمة على من يَجب، لتخطّي الصعوبة".

وأعلن عبد الساتر "أنّني أساند دعوة الراعي، وأرى أنّه لفكّ العقدة يجب الخروج من مبدأ الغالب والمغلوب، ومن المصالح الطائفيّة والشخصيّة، ويجب الحديث عن المواطنة والكفاءة قبل المحسوبيّات". وأكّد أنّ "هناك قوى خارجيّة تملك مخطّطًا للبنان وتريد تنفيذه، وهناك أفرقاء في الداخل يدعمون ذلك، لذا أدعو إلى التخلّي عن الخارج لأنّ الدول الخارجيّة لا يمكن أن تتخلّى عن مصالحها لتأمين مصالح لبنان فقط".