دعا الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية، ​قاسم صالح​، الى "العمل على عقد مؤتمر جامع بمشاركة هيئات مقاومة التطبيع في العالمين العربي والإسلامي، وإيجاد صيغة تعاون مع هيئات المقاطعة الدولية تنبثق عنه هيئة متابعة وتنسيق، لوضع برنامج مشترك وآليات عمل تؤمن تحقيق نقلة نوعية وفعالة، لتفعيل دورها وتكثيف نشاطاتها وتحركاتها في جميع الأقطار".

ولفت صالح، خلال مؤتمر "متحدون ضد التطبيع"، إلى أنه "لا بدّ من التأكيد على أن مسار التطبيع لم يكن ليندفع لولا الاتفاقيات التي أبرمتها بعض ​الدول العربية​ مع العدو وزيارة العار التي قام بها السادات إلى ​فلسطين المحتلة​، وتوقيع اتفاقية ​كامب ديفيد​ وما أعقبها من اتفاقيتي ​أوسلو​ ووادي عربة لذا فإن المطلوب هو إلغاء هذه الاتفاقيات والانسحاب منها واسقاطها".

كما اعتبر أن "مواجهة التطبيع تتطلب منا جميعاً التمسك بخيار المقاومة ودعم قواها، لأنها وحدها التي حققت الانتصارات، وهي اليوم قادرة على هزيمة العدو ودفن الصفقات المشبوهة وعلى رأسها ​صفقة القرن​. واستتباعا وقف قطار التطبيع الذي لا يخدم سوى التحالف الأميركي الصهيوني الرجعي العربي المعادي للأمة وقضاياها العادلة".

وأشار إلى أنه "لا بدّ من السعي الجاد لتوحيد ​فصائل المقاومة​ الفلسطينية والعودة إلى ميثاق منظمة التحرير وإعادة الاعتبار للكفاح المسلح كخيار أساسي لتحرير الأرض واستعادة المقدسات ووقف التنسيق ​الأمن​ي مع العدو لأنه يشكل خطراً داهما على عمل المقاومة ومناضليها".

وأفاد بأنه "تنطلق اعمال هذا المؤتمر والأمة تواجه جملة من التحديات، لعل أخطرها اتفاقيات الذل والاستسلام التي وقعتها عدد من الأنظمة المتهافتة، خضوعاً للإملاءات الأميركية، واستجابة لمقتضيات مشروع صفقة القرن الترامبية التي تهدف إلى تصفية ​القضية الفلسطينية​، وإسقاط مقولة الصراع مع العدو الصهيوني، وحرف بوصلة الصراع وخلق تحالف معه لمواجهة محور المقاومة من ​طهران​ الى ​بغداد​ ودمشق و​بيروت​ وصولاً إلى ​اليمن​".

بموازاة ذلك، اعتبر صالح أنه "لتحقيق هذا الهدف، كان لا بد من دفع هذه الدول إلى التطبيع مع الكيان الغاصب وإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية وأمنية معه، وذلك حفاظاً على أمن هذا العدو واستقراره وبالمقابل زعزعة الاستقرار والأمن في دول المواجهة لإرباكها وإضعافها ونزع مقومات القوة منها. فانخرطت بعض ​دول الخليج​ وفي مقدمها ​الإمارات​ و​البحرين​ بالإضافة إلى ​السودان​ والمغرب، في هذا المشروع الخياني المعادي وسارت في ركب التطبيع متحدية إرادة شعوبها وتطلعاتها".

وتابع، "تصاعدت التحركات الشعبية الحاشدة والمسيرات والمظاهرات في هذه الدول وفي أكثر من ساحة عربية وإسلامية، يعلون الصوت والقبضات رافضين هذه الخطوات المذلة رافعين شعار رفض التطبيع ومقاطعة العدو وداعميه". وشدد على "العمل الجاد لوقف هذا المسار الخياني وإسقاطه ما يستدعي خلق الظروف المناسبة وحشد الطاقات لتحقيق هذا الهدف".