شدّد الكاتب والمحلّل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​، على أنّ "حسّ المسؤوليّة انتفى لدى المسؤولين في ​لبنان​، ولم يعد لديهم ضمائر أو أي أمر يحرّكهم، سوى المصالح الخاصّة و​المحاصصة​".

ولفت في مداخلة تلفزيونيّة، تعليقًا على التجمّع الّذي سيُقام اليوم في ساحة ​بكركي​، تأييدًا لمواقف البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، إلى أنّ "هذا اليوم سيكون يومًا كبيرًا من أجل مصلحة لبنان، ومن يستنكفون عن المشاركة في هذا التحرّك، هم دائمًا في هذا الخط". وأشار إلى "أنّني كنت مع رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​ منذ سنة 1988 وحتّى أمس القريب، لكنّني تركت هذا الخط، وقلت إنّ هناك أمرًا خاطئًا يحصل، إذ أنّه لا توجد إدارة حتّى للأزمة".

وركّز أبو فاضل على أنّ "كلّ المؤسّسات في البلد تنهار، أمام المطالب الخاصّة للأفرقاء السياسيّين"، مبيّنًا أنّ "كلّ المسؤولين في الدولة مسؤولون عن انهيارها". وذكر أنّ "البطريرك الراعي أوعى وأَدهى من أن يستغلّه "​حزب القوات اللبنانية​" أو "​حزب الكتائب اللبنانية​" أو ما تبقّى من ​14 آذار​، أو أي شخص آخر؛ والراعي أصبح المحاور والمفاوض الأوّل عن الدولة وليس فقط عن المسيحيّين".

وأوضح "أنّنا لن نسمع كلمةً واحدةً اليوم، خارجة عن المألوف. كلمة الراعي ستكون محترمة كما جرت العادة، وسيرفض الاحتكام للفصل السابع، وسيدعو إلى تدويل الأزمة". ورأى أنّ "من يتلطّون خلف سلاح "​حزب الله​" من كلّ الطوائف، لا يحقّ لهم أن يتفرّجوا على لبنان ينهار"، متسائلًا: "عندما يأتي الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ 3 مرّات إلى لبنان ويجتمع مع المعنيّين، ويتدخّل في "الشاردة والواردة" بموضوع ​تشكيل الحكومة​، هل يحق لنا أن نقول إنّه لا يوجد تدويل؟".

وأشار إلى أنّ "الرئيس عون لا يزال موجودًا في ​بعبدا​، لكن هناك بعض التقصير، إذ لا يمكنه القيام بكلّ المهام بمفرده. يجب أن يكون محاطًا بمستشارين وفريق عمل ليس لديه مصالح، ولا يجب عون تحميله أكثر ممّا يحمل"، مؤكّدًا أنّ "التدويل يحمي الجمهوريّة اللبنانيّة وكلّ مؤسّسات الدولة و"​اتفاق الطائف​" وميثاق العيش المشترك ويثبّت المؤسّسات". وشدّد على أنّ "​التيار الوطني الحر​" يجب أن يعرف أنّ الناس جاعت، وأنّ ​الدولار​ أصبح يساوي 10 آلاف ليرة لبنانيّة، وكان يجب أن يشارك في الصف الأوّل في بكركي اليوم".

كما رأى أبو فاضل أنّ "ما يقوم به الراعي اليوم هو أمر جبّار، وكأنّه يخلق واحةً خضراء في الصحراء"، لافتًا إلى أنّ "هذا التحرّك سيسرّع الحوارات مجدّدًا بين بكركي و"حزب، الله"، وهذا ما نأمله".