أكد النائب السابق ​نعمة الله أبي نصر​، خلال زيارته ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​، أن "بكركي و​الرابطة المارونية​ تقاسما معاً التطلّعات والهواجس بلسانٍ واحد، وإن اختلفت أساليبُ التعبير، هكذا كان شأنهما منذ العام 1952، وهكذا سيبقى عهدُ التواصلِ والتعاون بيننا، لما فيه مصلحة لبنان. إن الرابطة المارونية، إذ تؤيّدُ كلَّ ما جاء في كلمةِ غبطتِكم يوم 27 شباط 2021، ترى في الحَيادِ الإيجابي الناشط، وفي الدعوة إلى إنعقاد مؤتمر دولي لتحييدِ لبنان عن صراعات المنطقة ومحاورِها، خشبةَ خلاصٍ بعد فشلِ القوى السياسية في الإتفاقِ على تصوّرٍ موحّدٍ لإنقاذِ لبنان".

ولفت أبي نصر إلى أنه "بعد أن أصبحَ لبنان مخزناً لأخطر أنواعِ الموادِ المتفجّرة، وملجأً لملايينِ ​النازحين السوريين​ و​اللاجئين الفلسطينيين​، ومرتعاً لتدريب المرتزقة، ناهيك عن أزماتِه الإقتصادية الحادّة بفعلِ فسادٍ مُستشرٍ في كلّ مفاصلِ الدولة ومؤسستِها، يُنْبِئُ بثورةٍ اجتماعيةٍ جارفة، ممّا يهدّدُ السلمَ الأهلي ويبرّرُ لا بل يوجب اللّجوءَ إلى الأممِ المتّحدة".

كما أكد أن "الأحداث أثبتت أننا لسنا في أزمةِ تأليفِ حكومةٍ فقط، بل نحن أيضاً في خِضَمِّ أزمةٍ كيانية، أزمة ولاءٍ وانتماء لوطنٍ واحدٍ موحّد، ديمقراطي، حرّ، سيّد، مستقل، نهائي لجميع أبنائه، أزمة كيان تاريخي مميّز في نوعيتِه، والذي نشاهدُ اليومَ تخريبَه.كيف لنا أن نُجابهَ كلَ هذه التحدّيات إن لم نستعنْ بالأسرةِ الدولية ونحن ممن ساهمَ في تأسيسِها؟".

وشدد أبي نصر على أن "الرابطة المارونية ترى في صرخةِ رأس ​الكنيسة المارونية​، التزاماً وطنياً عميقاً، من أجلِ الحفاظِ على لبنان، بعيداً عن كل فئوية ومحور".

بموازاة ذلك، استقبل الراعي سفير لبنان في روما الدكتور ​فريد الياس الخازن​، ثم النواب ​طوني فرنجية​، ​اسطفان الدويهي​، ​فريد الخازن​ والوزير السابق ​يوسف سعادة​ وتلقى في الوقت نفسه اتصالا هاتفيا من النائب السابق ​سليمان فرنجية​.

ولفت فرنجية عقب اللقاء إلى أن زيارته للراعي اليوم "مثمرة وغنية وصريحة وايجابية. فمن باب الحرص على المصلحة الوطنية في ظل انهيار وتفكك مؤسسات الدولة والنسيج الإجتماعي والإقتصادي هناك هواجس محقة عند سيدنا البطريرك الراعي لناحية مصير هذا البلد. لقد تبادلنا الهواجس والمخاوف حيال ما نسمع من مبادرات. ان المدخل الى كل حل يبقى في تشكيل حكومة. والإمعان في الحياد في هذا الموضوع هو جريمة موصوفة بحق هذا الوطن. وهذه النقطة استحوذت على القسم الأكبر من حديثنا مع غبطته".

وأشار فرنجية إلى أن "حوار اللبنانيين فيما بينهم للتوصل الى حلول للأزمات التي نعيشها هو الحل الذي يبعد عنا كل كأس مر حاضرا ومستقبلا"، مؤكداً على "ايجابية هذه الزيارة وعلى مواصلة الزيارات في هذا الإطار. وفي هذا السياق، نصلي من اجل نهوض وطننا من جديد. فخوفنا اليوم ان يؤدي هذا الإمعان في العناد الى فوضى عارمة في البلاد، ولقد بدأنا نلمس ملامحها على الأرض".

وأضاف، "نصلي ليبقى هذا الصرح عاليا، ونقول ان الوحدة والإجماع الوطني يبقيان المفتاح كذلك ​الحوار الوطني​ الذي يبقى مفتاح كل الحلول. فان تحاورنا وتحدثنا مع بعضنا البعض يمكن عندها ان تزول المخاوف والتساؤلات والهواجس. الجميع حريص على هذا الوطن ومتمسك ب​الهوية اللبنانية​ التي نِشأنا وكبرنا ونحن متمسكين بها وسنبقى متمسكين بها" وقال: "النقاط المشتركة مع صاحب الغبطة هي الحرص على هذا البلد".