دعا نائب رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ العلامة الشيخ ​علي الخطيب​ رسالة الجمعة، السياسيين الى الاستجابة لصرخات المواطنين ورفع الضيم عنهم والتفرغ لمعالجة الكوارث التي الحقتها مناكفاتهم ومنطقهم التحاصصي وسياساتهم الفاشلة التي أدت بنا الى هذا الدرك من الانهيار، فالمطلوب اليوم قبل الغد تشكيل ​حكومة​ إنقاذيه إصلاحية تلتزم اخراج البلد من الانهيار وعدم السماح بتجويع اللبنانيين واغراقهم في العتمة، ولطالما كان ​اللبنانيون​ اعزاء كرماء صامدين في ارضهم والذين دحروا بمقاومتهم وجيشهم الاحتلال الصهيوني والعصابات التكفيرية عن ارضهم، فهل يستحقون ان يكافئهم السياسيون بهذا النكد السياسي والقهر الاجتماعي و يتركون نهبآ لجشع ​التجار​ و احتكارهم فيما مسار الحل داخلي ويحتاج الى الجرأة والتنازل لمصلحة انقاذ الوطن من الانهيار والشعب من الجوع.

واعرب الخطيب عن شجبه وادانته للفساد المستشري لدى بعض التجار الذين يحتكرون المواد الغذائية ولاسيما المدعومة منها بغية بيعها في السوق السوداء في استغلال دنيء يطال الفقراء والمحتاجين في لقمة عيشهم، ونحن اذ نطالب الجهات القضائية والأجهزة الرقابية بكشف المتورطين في ملف التلاعب بالنقد الوطني و ​الفساد الغذائي​ ومحاكمة المحتكرين ولصوص السلع المدعومة التي تختفي قبل وصولها الى المستهلك، مطالبا "المواطنين بالتعاون مع السلطات المعنية في التبليغ عن الفاسدين والمحتكرين والتشهير بهم في ​وسائل الاعلام​ ، فإننا نعتبر ان ​الدولة اللبنانية​ بكافة اجهزتها مطالبة بتكثيف تعاونها لكشف ومعاقبة الفاسدين والمحتكرين، ف​الأزمة​ المعيشة بلغت مرحلة صعبة تستدعي ان تجند الدولة أجهزتها لمكافحة المحتكرين والحفاظ على لقمة عيش اللبنانيين".

واكد الخطيب ان "بلادنا كانت وما تزال ملتقى الحضارات وتعايش الرسالات والأديان، وهذا ما كشفته زيارة جناب ​البابا​ الى ​العراق​ حيث استقبله العراقيون بحفاوة ، فهذه الزيارة لم تكن لتتم لولا تمكن الشعب العراقي من هزيمة ​الارهاب​ واثبات انه شعب واحد بكل اديانه وطوائفه في مواجهة القوى الدولية التي ارادت تمزيقه، وان يكون البلد الذي يبدأ منه تنفيذ مؤامرة الفتنة الطائفية و​تحقيق​ ​صفقة القرن​ وتقسيم المنطقة العربية والاسلامية الى كانتونات مذهبية ضعيفة تحت ادارة الكيان الإسرائيلي، و لقد نجح الشعب العراقي بفضل وعي قيادته الدينية المتمثلة بالمرجعية ان تقضي على اخطر مشروع يتهدد ​العالم العربي​ والاسلامي ووقوف ​الجمهورية الإسلامية الإيرانية​ الى جانبه بكل الدعم والامكانيات وبفضل دماء الشهداء ان يظهر الوجه الحقيقي الناصع والطافح بالكرامة للعراق الشقيق وشعبه المقدام والمضحي ما جعله يستحق هذا التكريم الذي عبرت عنه زيارة جناب البابا".