أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانيّة، في مقال بعنوان "​بوريس جونسون​ هو بطل الحرية - ولكن لأمثاله فقط"، إلى أنّ "رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ليبرالي محبّ للحريّة، وهذا هو الغزل الّذي نسجه الكثير من المعلّقين البريطانيّين حوله. لكن فشله المتكرّر -في آذار وأيلول وكانون الأوّل الماضيين على وجه التحديد- في اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة وباء "​كورونا​" وتأخير عمليّات الإغلاق في إنجلترا، ممّا أدى إلى واحدة من أعلى معدّلات الوفاة في العالم".

ولفتت إلى أنّ "هذا الأسبوع، تقترح حكومة جونسون تشريعًا يسمح بتجريم الاحتجاجات الّتي تسبّب "إزعاجًا خطيرًا" أو "قلقًا خطيرًا"، في حملة قمع على واحدة من أكثر حريّاتنا الأساسيّة، الّتي اكتُسبت من خلال تضحيات كبيرة من قبل أسلافنا"، مبيّنةً أنّ "هذا التشريع يذكّرنا ب​روسيا​ ​فلاديمير بوتين​ أكثر ممّا يذكّرنا بالديمقراطيّة المزعومة. أيّ احتجاج فعّال يسعى إلى إثارة ازعاج خطير أو قلق خطير بين الأقوياء: هذا هو، في الواقع، بيت القصيد".

وركّزت الصحيفة، بحسب المقال، على أنّ "على عكس القيود المفروضة خلال الوباء، الّتي يُزعم أنّها انتهكت مشاعر جونسون المحبّة للحريّة، فإنّ هذه القوانين الجديدة ستكون دائمة، إذ ستمنح الشرطة سلطةً تقديريّةً لحظر أيّ احتجاج يختارونه". ورأت أنّ "هذا يقودنا إلى دراسة حالة مفيدة حول كيفيّة فهم أمثال بوريس جونسون للحريّة".

وأوضحت أنّ "الحريّات، كما يرونها، لأشخاص مثلهم: أصحاب الامتياز، البيض، رجال الدولة"الحريّات ليست للمتظاهرين -بالتأكيد ليست للنساء كما أنّها ليست للأقليّات الّتي خضعت لقرون من التعصّب، وهي بالتأكيد ليست للمهاجرين و​اللاجئين​. بفضل تعيين وزيره الداخليّة ​بريتي باتيل​ "الاستبدادية"، الّتي أعادت احتجاز الأطفال، وحبست اللاجئين في ظروف غير إنسانيّة، وبيئة خصبة للإصابة بـ"كوفيد 19".

وأكّدت أنّ "معركة "​حرية التعبير​" هي مثال صارخ آخر. بالنسبة لليمين، هذا ليس دفاعًا عن حريّة التعبير الحقيقيّة، بل إنّها استخدام للمنصّات العامّة لبثّ وجهات نظر متعصّبة ضدّ الأقليّات، الّتي تفتقر إلى التمثيل في نظام إعلامي يهيمن عليه اليمين. وفي كثير من الأحيان، يتمّ إساءة استخدام "حريّة التعبير" كقشرة للتشهير العلني، على سبيل المثال، بالمسلمين والعابرين جنسيًّا".

كما تساءلت: "هل يؤمن جونسون حقًّا بالحريّة؟ الجواب نعم - لكن لأشخاص مثل بوريس جونسون. الحريّة لهذه الحكومة هي للأقوياء والمتميّزين، وليست للمنشقّين أو للأقليّات المضطّهدة. الحريّة لأولئك الّذين يقبلون الوضع الراهن ولا يحيدون عن الأعراف المقبولة: ولكن بعد ذلك حتّى الأنظمة الاستبداديّة بشكل علني تمنح هذه "الحريّة".