لا شكّ أن هناك من يدفع البلد للإنفجار، وتحديداً في الشارع، خصوصاً بظلّ عملية إقفال الطرقات التي تخلق أزمات على مدّ النظر، آخرها كان الإشكال الذي حصل في منطقة ​الملا​ في ​بيروت​ الأربعاء عصراً، والذي كاد يتوسّع.

ينتظر العابثون بأمن الوطن أحداثاً مماثلة للبناء عليها تمهيداً لخلق فتنة، وهذا تحديداً ما حصل، إذ تُشير مصادر مطّلعة عبر "النشرة" إلى أن التعاطي مع الإشكالات الفرديّة بات مقلقاً، إذ هناك مطابخ إعلاميّة جاهزة لتسويق ​الأخبار​ التي تريدها، والتي من شأنها خلق الفتن بين أبناء المنطقة الواحدة، كاشفة أنه مع إشكال الملا الذي كان لأسباب فرديّة على علاقة ب​قطع الطرقات​، انتشرت مجموعة من الأخبار الأمنيّة التي تتحدث عن ظهور مسلّح لتنظيمات سيّاسية، وتحضيرات عسكريّة ولوجستيّة لأبناء بيروت للهجوم على مناطق معيّنة، ووفاة أحد المصابين بالإشكال في المستشفى، وإلصاق به "مناصب" ليست له، والتصوير وكأنّه من قيادات الصفوف الأولى في أحد التنظيمات لاستجرار ردّات الفعل العنفيّة.

إن هذه الأخبار ليست بريئة، تقول المصادر، مشيرة إلى أنّها تندرج في سياق خطط منظّمة لهدفين، الاول الإسهام في ضرب صورة التنظيمات السياسية والأحزاب، وهذه خطّة معتمدة من العام 2019 وستستمر حتى ​الإنتخابات النيابية​ المقبلة، والثاني وهو الأخطر، وهعبرو محاولة خلق فتنة تُنتج دماً، ليكون الدم شرارة أحداث أمنيّة متنقلة في بيروت وخارجها.

تؤكّد المصادر أن هناك من يسعى لفتنة سنّية شيعيّة في ​لبنان​، تكون مدخلاً لمرحلة جديدة خطرة، والسعي هذا لا يبدو صعباً لأنّ الأرضية خصبة، فمع قطع الطرقات الساحليّة التي تربط بيروت بالجنوب تُصبح الأمور أسهل، وهذا ما كاد أن ينجح في منطقة الجيّة، حيث اصطدم الشبان من المذهبين أكثر من مرّة، ولكن تدخلّات المعنيين كانت تهدّئ الأجواء، محذّرة أن هذه التهدئة قد لا تنجح بحال سقط ​ضحايا​ في الإشكالات المتنقلة.

كذلك هناك من يسعى لإيجاد شرخ بين المجتمع الشيعي نفسه، عبر استخدام الوسيلة الأكثر سهولة هذه الأيام وهي وسائل التواصل الإجتماعي، ولأجل كل هذه المخاطر، بدأ ​حزب الله​ و​حركة أمل​ إجراءاتهما في الشوارع، في ​الضاحية الجنوبية​ وفي عدد من مناطق بيروت.

تؤكد مصادر الفريق الشيعي أنها لم ولن تحلّ محلّ ​الدولة​ وأجهزتها في حفظ الامن والإستقرار، إنما هما يقدمّان المساعدة للأجهزة الأمنية التي لا تملك العديد الكافي لتغطية كل المناطق في ظل الوضع القائم حالياً، مشددة على أن الإنتشار في الشوارع هو لحفظ الأمن ومنع العابثين بالإستقرار من تخريب الممتلكات والإعتداء على أرزاق الناس، أو التصادم مع الاخرين.

تنفي المصادر أن يكون للعناصر أيّ ظهور مسلّح، مؤكدة أن مجرد وجود العناصر في الشوارع يحقق الغاية، محذرة من خطورة ما يُحاك في الغرف السوداء، وخطورة الإشاعات التي تنتشر بين الحين والآخر، مطالبة وسائل الإعلام بالتأكد من ​الاخبار​ قبل نشرها لأن هناك من يحاول إيقاعها في الخطأ.

هو زمن صعب نعيشه، يستوجب منّا الحذر في تصديق ما نسمعه ونراه، لأن النار موجودة ولا تحتاج إلا إلى من يصبّ الزيت عليها.