أكّد مطّلعون على موقف البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، لصحيفة "الجمهوريّة"، أنّ "البطريرك الراعي ليس في صدد انتقاء أيّ اسم لحقيبة ​وزارة الداخلية والبلديات​ أو لغيرها، وأنّ ما تمّ تداوله على هذا الصعيد لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة".

وأشاروا إلى أنّ "مثل هذا الطرح ينطوي على نيّات مبيّتة، وهي توريط البطريرك الراعي، لأنّه ينقله من مرتبة بطريرك ​لبنان​ وانطاكيا وسائر المشرق المترفّع عن النزاعات والمحاصصات، إلى فريق داخلي له مصلحة سياسيّة وحصّة وزاريّة مثله مثل الآخرين، وفي ذلك تقزيم لموقع البطريرك وتشويه لدوره؛ الأمر الّذي لا يمكن قبوله". وشدّدوا على أنّ "الراعي لم يدخل بتاتًا في لعبة الأسماء والحقائب، لا من قريب ولا من بعيد، وحتّى عندما عُرضت أمامه تشكيلة الـ18 وزيرًا، تجنّب أن يعطي رأيه في أيّ اسم، منعًا لتفسيرات في غير محلّها".

ولفت المحيطون بالراعي إلى أنّه "سبق له أن رفض تسمية مرشّح لرئاسة الجمهوريّة، وبالتالي من باب أَولى أنّه لن يرشّح أحدًا إلى مقعد وزاري، انطلاقًا من مبدأ تَرفّع ​بكركي​ عن كلّ شأن سلطوي، وحتّى لا تُلقى مسؤوليّة أيّ تعثّر أو إخفاق للوزير على عاتق البطريرك". وبيّنوا أنّ "لقاء ​الفصح​" بين رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​ والراعي كان وديًّا، وأنّ النقاش تطرّق إلى تعقيدات الوضع الراهن في البلد"، وذكروا أنّ "مقاربة كلّ منهما للملف الحكومي أصبحت معروفة".

وعن العلاقة بين ​البطريركية المارونية​ و"​حزب الله​"، خصوصًا بعد تسريب الفيديو الأخير الّذي تضمن انتقاد الراعي بحدّة سلوك الحزب، أوضحوا أنّ "كلام البطريرك وَرد ضمن لقاء طويل مع أبناء الجالية اللبنانيةّ في بروكلين، وتخلّلته عشرات الأسئلة والأجوبة. ويبدو أنّ المحبّين من الحريصين على الوحدة الوطنية، اختاروا اقتطاع جزء محدّد من هذا اللقاء وتوزيعه".

ورأوا أنّ "الراعي لم يخطئ في جوهر كلامه، الّذي يعكس الواقع ببساطة وصراحة"، مؤكّدين في الوقت نفسه أنّ "البطريرك ليس ضدّ "حزب الله" ولا يخاطبه من منطلق عدائي، بل يريد أفضل العلاقات معه، وهو يهتمّ بالمواطن في ​الجنوب​ كما يهتمّ بابن ​كسروان​، والحزب سيكتشف عاجلًا أم آجلًا أنّ الحياد الّذي طرحته بكركي يشكّل المخرج المشرّف له من كلّ الأزمات الّتي تورّط بها".

كما شدّد القريبون من الراعي على أنّ "تطوير العلاقة مع الحزب يحتاج إلى مستلزمات"، ملاحظين أنّ "الحوار بين ممثّليه وممثّلي البطريرك، ينقصه الانتظام وقرار سياسي لـ"حزب الله" بإجراء مفاوضات حقيقيّة مع بكركي وعدم الاكتفاء بكسر الجليد".