أشار المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​ في رسالة الجمعة الى أننا "نعيش في بلد يستحكم فيه ​الفساد​ الأخلاقي والسياسي و​المال​ي بشدة، وأمسى الناس فيه ​ضحايا​ لعقود سياسية وأخلاقية واجتماعية كانت الأشد فساداً وعدوانية على شعب وحقوق هذا البلد المظلوم، بمسلميه و​مسيحي​يه، فالمظلومية سواء، والمشكلة ليست مشكلة أديان، إنما هي مشكلة أوثان، مشكلة إقطاعيات سياسية حوّلت مشروع ​الدولة​ شركات خاصة وسمسرات وصفقات على طريقة تقاسم البلد والناس مستغلين بذلك وظائفهم السياسية وسلطاتهم الدستورية التي تعطي هذه المنظومة السياسية صلاحيات إقطاعية، الأمر الذي كشف البلد على الانهيار الكامل".

ولفت قبلان الى ان "الكل يعلم، وأولهم أهل السياسية الذين يعرفون قبل غيرهم، أن البلد سقط والناس لم يعد في مقدروهم أن يتحمّلوا هذا الوجع وهذا ​الفقر​ وهذا البؤس واليأس الذي أصبح يطوّقهم من كل حدب وصوب. فالبلد في سقوط مروّع والمطلوب حماية الناس من هذا التحالف الجهنمي بين ​السلطة​ والمال، الذي حوّل البلد أرضاً محروقة، ولا زال على ذات النهج يتعاطى مع الناس - رغم كل الوجع والقهر - بعدوانية وابتزاز واستنزاف لا سابق له على الإطلاق".

ووجه قبلان خطابه للتجار قائلاً:"إن لم يكن لكم دين فكونوا أحرارًا في دنياكم"، وخيانة الناس خيانة للبلد وللضمير ولله، ولا أمان لمن خان بلده ووطنه وناسه".

وتوجه الى المنظومة السياسية بالقول :"تهيّبوا وقفتكم أمام الله سبحانه وتعالى، وتذكروا أنه "لو دامت لغيرك ما وصلت لك"، والأيام شواهد بالأمس كانت السلطة بيد فلان وفلان، واليوم بيدك وغداً بيد غيرك، وكما تدين تدان، ومن يربح الدنيا ويخسر الآخرة يخسر الدنيا والآخرة".

وطلب قبلان من "شعبنا الوعي والصبر والإصرار على إنقاذ البلد من طغيان السلطة والمال، فالأوطان قطعاً لا تزول، وعلى ال​لبنان​يين التضامن والوقوف معاً، فإما نجوع معاً أو نموت معاً، فخيارنا واحد وهو لبنان، ولا فرق بين مسلم ومسيحي، ولن نيأس من إنقاذ لبنان، مهما غلت الأثمان وبلغت التضحيات".

وأما بخصوص الدعم، جدد قبلان تأكيده "على ضرورة ترشيده وتصويبه من خلال البطاقة التموينية للعائلات الأكثر فقراً، علماً بأن أغلب ​الشعب اللبناني​ أصبح منها، وعدم إدخال هذه البطاقة في البازارات السياسية، وهذا ما نخشاه، لأن إبليس ال​سياسة​ جاهز وحاضر في كل شيء، وهذا ما نحذّر منه وننبه إلى خطورة المس بكيس ​الطحين​ وحبّة ​الدواء​، وندعو إلى رفع الغطاء السياسي والنفوذي عن ​التجار​ الفاسدين والمحتكرين الذين يتلاعبون بقوت الناس وعيشهم".