في أذار الماضي افتتح ​حزب الله​ موسم الحجّ إلى ​موسكو​، وكرّت سبّحة السياسيين ال​لبنان​يين المسافرين إلى ​روسيا​، فبعد الحزب كان دور رئيس ​الحكومة​ المكلّف ​سعد الحريري​، وبحسب المعلومات المتوافرة فإن رئيس ​التيار الوطني الحر​ ​جبران باسيل​ هو التالي على اللائحة التي لن تُختتم بزيارة الأخير.

ربّما لم يعد الملف اللبناني أولوية "غربيّة"، ولو أنّه حاجة فرنسيّة ماسّة، وتُشير مصادر سياسية مطّلعة إلى أن روسيا تحاول تغطية الفرق، فبالنسبة إليها يُعدّ الملف اللبناني أولويّة في صورة المنطقة التي تعمل على رسمها، لذلك هي تحاول العمل على ​تفاصيل​ الملف اللبناني، دون أي يعني ذلك أنها "تغنّي على ليلاها".

وتضيف المصادر: "باتت روسيا في هذه المرحلة قادرة على لعب دور أكبر في ​الشرق الأوسط​، خاصّة بعد انكفاء الأميركيين وتفكيرهم في العلاقات مع ​إيران​ حصراً، الأمر الذي استفاد منه الروس على أوسع نطاق، فبالإضافة إلى قوّتهم في ​سوريا​، هم يسعون لبناء علاقات وطيدة مع ​دول الخليج​، ونجحوا في تثبيت قدمهم في ​العراق​، ويحاولون فعل الأمر نفسه في لبنان، ولكن بالتواصل والتنسيق مع الأوروبيين عموماً، والفرنسيين خصوصاً".

تكشف المصادر أن جدول أعمال الإدارة الروسية سيكون مليئاً بلقاءات المسؤولين اللبنانيين في الفترة الممتدة من نهاية شهر نيسان الحالي، حتى نهاية شهر أيار المقبل، حيث سيكون هناك، بعد باسيل، زيارات لرئيس الحزب الديمقراطي ​طلال أرسلان​، رئيس ​تيار المردة​ ​سليمان فرنجية​، ورئيس الحزب الإشتراكي ​وليد جنبلاط​، الذي لا تزال زيارته محاطة بقليل من الغموض، مشيرة إلى أنّ كل الزيارت تصبّ في خانة واحدة.

للمرة الألف تؤكّد المصادر أنّ روسيا لا تملك أيّ مبادرة جديدة لحلّ ​الأزمة​ المستفحلة في لبنان، والتي بات غسيلها منشوراً على أسطح "الكرة الأرضيّة"، مشيرة إلى أن موسكو تستقبل المسؤولين لاستطلاع مواقفهم من الأزمة وسبل الحلّ، ريثما يصبح أمامها صورة متكاملة تمكّنها من تطبيق بعض الأفكار المساعدة والمسهّلة ل​تشكيل الحكومة​.

تريد الإدارة الروسيّة التشديد امام ضيوفها على أهمّية التنازل المتبادل من قبل الجميع لتطبيق المبادرة الفرنسيّة وبدء الإصلاحات والحصول على الدعم، والذي سيكون لروسيا مشاركة أساسيّة فيه في قطاعات حيويّة، وسيكون لها مواقف من مسألة ​النزوح السوري​ أيضاً، إذ تكشف المصادر أنّ روسيا تحضّر لجملة تحركات في شأن إعادة ​النازحين السوريين​ إلى سوريا، وهذه المسألة ستكون من المسائل الأساسيّة التي سيعمل باسيل على طرحها في موسكو.

وتضيف المصادر: "ترتدي زيارة رئيس التيار الوطني الحر إلى روسيا طابعاً خاصاً فهي الزيارة الخارجيّة الأولى له بعد فرض العقوبات الأميركيّة عليه، وهناك من يعتبر أن باسيل سيحاول قدر المستطاع تحسين علاقته مع موسكو، عبر تقديم وجهة نظره الخاصة بما يتعلق بمشكلة تشكيل الحكومة، وذلك بسبب اقتناعه أنّ ما أبلغه الحريري للروس لا يطابق الواقع".

رغم كل الزيارات الخارجيّة التي تحصل، لا يزال الملفّ الحكومي معطّلاً، وبدل إيجاد الحلول يتمّ الإمعان في تكثيف الأزمات وارتفاع حدّة التراشق الإعلامي، واستمرار معاناة اللبنانيين في حياتهم اليومية.