أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ​قصر بعبدا​، انه "لا يوجد مبرر اساسي لعدم تشكيل حكومة في ظل الواقع الحالي"، مشدداً على ضرورة "عدم التراشق بالمسؤوليات لان ذلك لن يشكل حكومة بل يزيد من حدة المشاكل". وقال:" تم خلال اللقاء أيضاً التطرق الى العديد من القضايا، ونتائج عدم تأليف ​الحكومة​، مثل زيادة ​الفقر​ والجوع . فأكثر من نصف الشعب اللبناني اصبح تحت خط الفقر، في وقت كانت نسبة الطبقة المتوسطة في لبنان حتى عام 1980 ،80%. لذلك كان هناك استقرار، اما اليوم فقد غابت هذه الطبقة وهذا دليل عل انهيار لبنان."

وأشار البطريرك الراعي الى انه تم البحث خلال اللقاء بموضوع "القضاء واستقلاليته، وضرورة عدم حصول اي فراغ في هذا السلك، واجراء تشكيلات قضائية. وشددنا على كرامة القضاء وكرامة القاضي ونزاهته وحريته، مع عدم إنتماء هذا القاضي الى اي فئة من الفئات، وضرورة عدم التدخل بشؤون القضاة، فيستطيع عند ذلك القاضي العمل بحسب ضميره والعدالة."

وأكد البطريرك الراعي ان موضوع التهريب الذي يشوّه وجه لبنان كان من المواضيع التي طرحت خلال اللقاء ، "لاسيما وأن لبنان اصبح معبراً للمخدرات ولتهريب حبوب الكبتاغون الى الخليج عبر السعودية التي اقفلت الباب بوجهنا. ونحن نعلم ان 80% من منتوجاتنا الزراعية تصدّر الى الخليج، وسيعقد اليوم اجتماع في قصر بعبدا حول هذا الموضوع برئاسة فخامة الرئيس، ولكن نحن لا يمكننا تحمّل الخسارة، فأجهزة الدولة مسؤولة، ولكن اين هي اجهزة الرقابة؟ لا يمكن ان يشكل لبنان مركزاً للتهريب وتبقى حدوده الشرقية والشمالية مفتوحة دخولاً وخروجاً لذلك. فلا يمكن للبنان ان يكون معبراً، كما رأينا بالامس الى السعودية وبعدها الى اليونان. فليس هذا هو وجهه الحضاري. أنا اعلم ان كل هذه الامور يحملها الرئيس عون في قلبه، ولكن علينا القول ان كل هذا يمسّ بكرامة اللبنانيين. والضحية الكبيرة هم المزارعون الذين يعانون حيناً من العوامل الطبيعية، وأحياناً أخرى من الامراض، ثم الجراد، واليوم زادت المعاناة جراء التهريب. فعنصر الزراعة هو عنصر اساسي في الاقتصاد اللبناني. وانا اشدد هنا على أنه لا يجب عند تناول اي مشكلة ادارية او قضائية او مؤسساتية أن نلبسها وجهاً طائفياً، فهذا امر غير مقبول. نحن نريد ان نعيش مجتمعاً متنوعاً متعدداً ونحترم بعضنا البعض وهذا التنوع. وللاعلام دور كبير في هذا الاطار، عبر التوقف عن الشحن. نحن نريد ان نعيش براحة بعيداً عن هذه التوترات. وعليكم كإعلاميين المساهمة بذلك، بإطفاء النار وعدم تغذيتها بالوقود."

اضاف الراعي "نحن نستنكر الاعتداء على اي اعلامي، ولكن في المقابل، أنا أؤكد ما اشارت اليه وزيرة الاعلام ايضاً ان على الاعلاميين أن يعرفوا حدودهم، فالبعض منهم يتصرف بطريقة غير لائقة والبعض الاخر يستعمل وسائل التواصل الاجتماعي كما يناسبه ويسمح لنفسه بتوجيه الاساءة الى الناس. أنا احييكم كإعلاميين، لأن الكنيسة تقول ان الاعلام عطية من الله للبشرية، فالاعلام جعل من الكرة الارضية قرية واحدة."

وردا على سؤال قال "انا لا اقوم بالوساطة مع احد، إن حديثي يكون مع جميع الناس والمسؤولين الذين اطالبهم بتأليف الحكومة من دون الدخول بأي وساطة مع احد او تقديم اي حلول ، فنحن نمارس عملنا ضمن حدود، ولكن أهميتنا واهمية الكنيسة عامة ان نبقى على تواصل مع الجميع". واعتبر بانه "يجب أن تكون هناك حلول قريبة، خصوصاً أن هناك تحرك على أكثر من صعيد، فرئيس الحكومة المكلف زار مؤخراً الفاتيكان ، وقبلها روسيا، إن هذا التحرك يدلّ على ان هناك متابعة لهذا الموضوع".

ورأى بانه "حيث يوجد فقر، يوجد ارهاب. وعندما تزيد حدة الفقر، تفتح المجالات امام الناس الى الانخراط في الارهاب والعمل مع الارهابيين، والفقر يؤدي الى السرقة والقتل. ومن المعروف ان الفقر هو باب كل الارهاب وكل المشاكل في الدولة. قلت لكم انه حتى العام 1980 كان 80% من اللبنانيين من الطبقة المتوسطة، وكنا ننعم بالاستقرار في تلك الفترة . والجوع يؤدي الى الاعتداء. فالموضوع اليوم ، اي حصول التهريب عبر لبنان، واجهزة الرقابة "مغمضة عيونها" او انها غير مدركة، او ان هناك من يغطي هذا الامر، وهذا موضوع آخر، وغير مسموح."

ورداً على سؤال أكد البطريرك الراعي ان "الفاتيكان وبكركي لا يهاجمان أحداً، بل هم يهاجموننا."