أشار متروبوليت ​بيروت​ وتوابعها للروم ​الارثوذكس​ ​المطران الياس عودة​، الى أن "ال​لبنان​يين بحاجة لتذوّق حلاوة القيامة والمؤكد أننا سنقوم لأن الموت لن يتسلّط علينا"، لافتا الى أن "البعض يطالعنا بنظريات يُلبسون فيها ​المسيح​ صوراً على قياسهم فيعيثون فساداً بعقول الشعب ويطالبوننا بألا نتدخل في شؤون أبنائنا من الشعب".

وفي عظته خلال قداس ​الفصح​، لفت عودة الى أنه "فيما كنت أتصفح كتابا لفتتني أبيات للشاعر المعروف أحمد شوقي في مدح لبنان، فحزنت لما وصل إليه هذا البلد الذي تغنى به الشعراء، وأنشده المغنون، وحسده الجيران والأبعدون. أرض صغيرة حباها الله كل النعم والجمالات، واعتنق أبناؤها الحرية والثقافة والإبداع، وكانت ملتقى الحضارات وتفاعل الأديان، فإذا بها الآن غابة مقفرة محاصرة معزولة عن ​العالم​، يعشش فيها ​الفساد​ ويحكمها اليأس وانسداد الأفق. حالتنا ليست ابنة يوم أو سنة. فقد تراكمت الأخطاء وتجذرت السيئات حتى فقد لبنان مقومات بقائه، فانفجر الشعب في 17 تشرين وعبر عن الغضب الشديد المكتوم. ثم جاءت كارثة المرفأ لتزيد السواد سوادا فتدهورت الأوضاع بشكل جنوني".

وتابع :"لم تعد المشكلة مالية اقتصادية وحسب بل أصبحت وجودية لأن من يتولون أمور البلد يغامرون بالقليل المتبقي منه من أجل تأمين مصالحهم، والحفاظ على مكتسباتهم، والإستمرار في مواقعهم على جثة الوطن والمواطنين. حتى الجراد جاء يأكل مزروعاتنا ويحرم منها من لم يعد بإمكانهم شراؤها. أما تلك المعدة للتصدير فأغلقت دونها الأسواق لأن البعض أرادوا لبنان بعيدا من إخوته ومحيطه فجعلوه معبرا للممنوعات التي تفسد العقول وتجني على من يتعاطون بها".

وشدد على "اننا نصلّي ليقوم لبنان من تعثره ومن أجل ذلك نحن بحاجة الى ​حكومة​ أوّلاً تفرض هيبة ​الدولة​ والقانون وتكسب ثقة ​المجتمع الدولي​ ولا تسيطر عليها الأحزاب المتنازعة، واملنا ان تتخذ اجراءات فعلية حازمة تحول دون مقاطعة الانتاجات اللبنانية واولها الرقابة المشددة على المعابر الحدودية ورفع الغطاء عن كل مروجي ​المخدرات​ ومعاقبتهم مهما كان دينهم".