أشار ​وزير الصحة​ في حكومة ​تصريف الأعمال​ ​حمد حسن​، إلى أن "المعركة مع وباء ​كورونا​ لم تنته بعد، ولكن المؤشرات الإيجابية واضحة للعيان، ويجب عدم التفريط بها وعدم المبالغة بالنتائج"، موحاً أنه "من الجيد أن يشعر المواطن بنتيجة الجهد والالتزام الذي يقوم به، مع التفاوت بين المناطق".

وفي حديث تلفزيوني، لفت إلى أننا اليوم "في المرتبة 46 عالمياً في نسبة الحدوث وهذا أمر جيد، بعد أن كنا في شهر شباط من العام الحالي في المرتبة الـ10. بالمقابل، نسبة الوفيات انخفضت بشكل ملحوظ وبات ترتيبنا 31 عالمياً بعد أن كنا بالمرتبة 6 في شهر شباط و63 في كانون الثاني 2021، بالتالي لا نزال نحتاج المزيد من الجهد".

كما أوضح أن "نسبة الإشغال في المستشفيات المخصصة لكورونا هي 68%، وهذا أمر مطمئن إن كان من خلال التمنيع المجتمعي الطبيعي الذي وصلنا إليه في آخر 3 أشهر، فالإصابات المكتسبة التي أدت لمناعة مجتمعية بالكثير من المناطق ال​لبنان​ية تتراوح بين 30 و40%".

وأكد أنه "لا شك كلنا نشعر بوهن عام في الأجهزة الرقابية أكانت مدنية أو عسكرية أو قوى أمنية، حتى سلطات البلديات والسلطات المحلية ومواكبتها صار فيها وهن، بسبب الأحوال المعيشية الصعبة التي تحث المواطن على التفلت من الضوابط من أجل لقمة العيش. هذه التبريرات كلها تؤخذ بالاعتبار، ولكن لا يمكننا إعلانها كعنوان عريض للتفلت من الضوابط أو التشاطر على الدولة".

وشدد على أنه "مع التسريبات لبعض المقاطع في بعض دور العبادة والطقوس التي تجري، والتي نقدرها، ولكن مثل هذه الظروف تسببت بتسجيل ذروة قصوى من الإصابات، و"حرام" أن نضيع هذه النتائج الجيدة التي حققناها، بل يجب أن نتعلم مما مررنا به"، وأكد أن "الطقوس عند كل الطوائف يجب أن تراعي الضوابط. ويجب أن نكون حريصين جدا".

وأفاد بأن "المؤشرين التي نأخذ على أساسها إجراءات كلجنة وزارية، هي نسبة الحدوث، التي رغم أنها تحسنت إلا أننا يجب أن ننخفض من المستوى الرابع (الخطر) للمستوى الثالث، وفي نسبة الوفيات هبطنا للمستوى الثالث، وهذين المعيارين مع نسبة الجهوزية والاستجابة بالمستشفيات، التي ارتفعت، نحن نتجه للمستوى الثلث، بالتالي قراراتنا ليست ارتجالية، بل تهدف لتخفيض نسبة المخاطر والحدوث والوفيات، على أمل أن نتراجع في حزيران للمستوى الثاني مع التلقيح، والعودة للحياة الطبيعية ولكن بحذر".

وفي السياق، قال حسن إن "​وزارة الصحة العامة​ حتى الآن منذ 21/2/2020 لم توقف حملات الفحص الميداني، ونسبة إيجابية الفحوصات تراجعت من 22% إلى 11%، وهذا إنجاز عظيم". وأشار إلى أن "حوالي 6,8% من الناس تلقوا لقاحي "​فايزر​" و"​أسترازينيكا​"، وفي أيار وجزيران يجب أن نصل 15 إلى 20% زياردة بالتمنيع، وهذا يتحقق من الضغط الأكبر على منصة "كوفاكس" والشركات، والسعي لتحصيل عدد لقاحات أكبر بالأسبوع الأخير من أيار".

وتابع، "في أواخر أيلول، نصل إلى حدود 60% تمنيع، وإذا وصلنا لهذه النسبة، نكون وصلنا لجو من الأمان يسمح للكثير من القطاعات بالعودة للحياة وتنفس الصعداء". وأشار إلى أن "130 ألف لقاح "أسترازانيكا" سيصلوا اليوم مساء إلى لبنان من المعمل ب​إيطاليا​".

كذلك أوضح أن "الـ 55 ألف لقاح أسترازانيكا التي وصلت بالأمس كانت من المعمل في ​موسكو​، ولكن لم نستلمهم من الوكيل لأننا بانتظار 3 فحوصات مخبرية لهذه اللقاحات، وتصدر في 15 أيار. أما اللقاحات التي ستصل اليوم فهي تستوفي كل الشروط، ومنتهية من كل الفحوصات المخبرية وابتداء من الثلاثاء سنضخ آلاف المواعيد".

بموازاة ذلك، لفت حسن إلى أن "الفيروس دون تحور جيني هو ليس بفيروس، والتحول طبيعي، وجميع التحورات في بريطانيا والبرازيل وجنوب افريقيا، بينها قواسم مشتركة من حيث وجود الـ "كيت" المتاحة والتي يمكنها أن تلتقط المتحور الهندي. كما أن العوارض ذاتها ولكن الفارق بسرعة الانتشار". وشدد على أن "اللقاح للآن يغطي المتحور الهندي، ولكن الأمر يتطلب مزيدا من الدراسة".

وأضاف، "الحكومة بالتنسيق مع وزير النقل وشركة خدمات الطيران الأرضية و"الميدل إيست"، عممنا أن الوافد من الدول الموبوءة من اللقاح الهندي، يجب أن يقيم 14 يوم في بلد خارج الهند قبل وصوله للبنان، ونتمنى على المواطنين الوافدين من الهند او البرازيل ويعتقد أنه مصاب بكورونا، مثل الوافد من أي دولة بالعالم، أن ينتبه، بالإضافة إلى فحص الـ "بي سي آر" الساري المفعول في المطار".

وتمنى على المواطنين اللبنانيين أن "يأخذا المزيد من الإجراءات بالدول التي سجل بها المتحور الهندي، ونحن سنتخذ المزيد من الإجراءات، وستنعقد لجنة وزارية بعد العيد مباشرة بهذا الخصوص لتقييم ان كان هناك واجب اتخاذ اجراءات اساسية، بالإضافة إلى القرارات التي اعتدنا عليها". وقال، "نحن بانتظار نتائج مخبرية في لبنان، الجامعة اللبنانية سيصلها جهاز مخبري مقدم من شركة "بيوتك" لنعرف اذا كان هذا المتحور الهندي متواجد في لبنان أم لا، ونحن أرسلنا 20 عينة لوافدين مصابين بكورونا، أتوا من دول سجلت اصابات فيها المتحور الهندي للتأكد أن كان هذا المتحور أم لا".