لفت حزب "المؤتمر الوطني" ​السودان​ي، الّذي كان يرأسه الرئيس السابق ​عمر البشير​، إلى أنّ "سيادة الشعب السوداني لم تُحترم، فأصبحت الوصاية الأجنبيّة حاضرةً في كلّ أفعال سلطة الفترة الانتقاليّة، وأضحت بلادنا مرتعًا للمخابرات الأجنبيّة والعملاء، وغدت ​خرطوم​ اللاءات الثلاث عاصمة لخذلان ​الشعب الفلسطيني​ في قضيّته العادلة، في وقت ناصرته الشعوب الّتي لا يربطه بها إلّا رابط الإنسانية العريض".

وشدّد في بيان، على أنّ "كرامة الشعب السوداني أُهدرت، وقُضّ مضجعه بصفوف الفجر للخبز ومكوث الأيّام انتظارًا لغاز الطبخ، وتطاولت صفوف ​الوقود​ أمام المحطات بالرغم من مضاعفة أسعاره لأكثر من عشرين ضعفًا عمّا كان عليه من قبل، وصارت ساعات انقطاع ​التيار الكهربائي​ أكثر من ساعات إمداده في قيظ النهار؛ وانقطع حتّى الإمداد بالماء الّذي هو عصب الحياة لأيّام وأسابيع للعاصمة الّتي ترقد بين رافدَي النيل ظمأى".

وأشار الحزب إلى أنّ "في ظلّ كلّ هذا التدهور والفوضى والاقتتال القبلي وبوادر التشظّي وفرض إرادة الأجنبي في إضعاف السودان وتفتيته وتفكيكه إلى دويلات، لا زالت "​قوى الحرية والتغيير​" تكابر في عدم الإقرار بفشلها التام، والنأي بنفسها عن المشهد السياسي جرّاء الويلات الّتي أذاقتها الشعب السوداني في هاتين السنتين العجفاوين، وهي إذ تقرّ اليوم ضمنيًّا عدم مشروعيّة كلّ ما أقدمت عليه باسم الحريّة والتغيير، بكيان يمثّله جسم غير منتخَب قانونًا وغير مجمع عليه عرفًا، فهذا اقرار ضمني ببطلان كلّ ما تمّ من قبل مِن وثيقة دستوريّة وإعلان سياسي وتشكيل لأجسام السلطة وشراكة سياسيّة في الحكومة الانتقاليّة؛ وكلّ ما بُني على باطل فهو باطل".

ودعا الشعب السوداني أن "يستعيد زمام المبادرة ويردّ الأمر إليه بمرجعيّة عاجلة ل​انتخابات​ حرّة ونزيهة ومراقبة دوليًّا، يقول فيها كلمته ويفوّض فيها من يراه مناسبًا لينقذ البلاد من موارد الهلاك والتفكّك والحرب الأهلية أو الوصاية الدوليّة المستبيحة لسيادتنا".