توسعت مسألة ​رفع الدعم​ كثيراً لتطال شظاياها المرضى الذين يقومون بغسل الكلى في المستشفيات وهم بحاجة الى جلسات مبرمجة، فيمكن للإنسان أن يعيش مدّة دون مأكل أو مشرب ولكن من المؤكد أنه لا يستطيع العيش دون دواء أو إجراء العلاج اللازم... وهذا هو واقع مرضى غسيل الكلى الذين أمامهم أسبوعين ليكونوا أمام خيار من إثنين إما دفع ثمن ​المستلزمات الطبية​ على سعر صرف ​الدولار​ في السوق السوداء أو يواجهون خطر الموت.

5200 الف ليرة شهريا

فقد تبلغت المستشفيات من وكلاء التجهيزات الطبية الخاصة بغسيل الكلى أنه خلال أسبوعين على المستشفيات أن تدفع ثمن هذه التجهيزات كالفلاتر وأدوية المخدر بالدولار بحسب سعر الصرف في السوق السوداء لأن الدعم رفع عن هذه المواد حالياً. هذا الامر يؤكده نقيب ​المستشفيات الخاصة​ ​سليمان هارون​، مشيرا عبر "​النشرة​" الى أن "كل جلسة غسيل كلى لمريض تستوجب استعمال الفلاتر وأدوية المخدر وهي مدعومة ويتراوح سعرها ما بين 25 و 30$، وبعد رفع الدعم فإن 30$ توزاي حوالي لـ400 الف ليرة حالياً"، شارحا أيضا أن "هذا المبلغ يقتصر على التجهيزات ولم نتحدث بعد عن تكلفة الدخول الى المستشفى"، مضيفا: "مريض الكلى يحتاج الى اجراء 13 جلسة غسيل كلى شهرياً واذا ضربنا 400 X13= 5 ملايين و200 الف ليرة شهرياً تكلفة التجهيزات الطبية فقط وطبعاً هذه الاعباء لا يمكن أن يتحملها المريض".

مصرف لبنان​ يتأخر

"النشرة" حاولت الاتصال بأحد وكلاء التجهيزات الخاصة بمرضى الكلى وجيه الزايك لكنها لم تلق جواباً. أما نقيبة مستوردي المستلزمات الطبية ​سلمى عاصي​ فلفتت عبر "النشرة" الى أننا "نعاني من أكثر من سنة ونصف من جراء موضوع الدعم وسعينا الى ايجاد حلول له قبل أن نصل الى الكارثة الكبرى، وفواتير الشركات موجودة في مصرف لبنان منذ أكثر من ستة أشهر ولم تُدفع بعد"، ومشددة على أن "قسم كبير من الشركات الاجنبية لم تعد تقبل أن تسلمنا البضاعة قبل أن تقبض فواتيرها"، ومضيفة: "لم يعد بإمكاننا الاستمرار بهذه الطريقة وفي حال فتحت الاعتمادات فإن بيع المستلزمات الطبية سيكون بحسب الدعم والا ب​سعر الدولار​ بحسب السوق السوداء".

وعود بفتح الاعتمادات

إذاً أمام مرضى غسيل الكلى أسبوع أو أسبوعين على أبعد تقدير أمام مواجهة هذا الواقع. لكن مصادر ​وزارة الصحة​ أكدت لـ"النشرة" أننا "تلقينا وعوداً من كل الجهات التي تواصلت مع حاكم مصرف لبنان ​رياض سلامة​ أن الاعتمادات ستفتح نهاية الاسبوع وبالتالي تحل هذه الازمة".

طبعا ما يحصل ليس مزحة فإذا لم يقم المريض بإجراء غسل الكلى فإنه حتماً سيموت، ولا يُمكن لهذا الامر أن ينتظر تقاذف الكرة بين مصرف لبنان والمستشفيات ومستوردي التجهيزات الطبية لأن حياته على المحكّ... ويمكن للدولة أن تتقاعس عن واجباتها في تأمين أبسط مقومات العيش للإنسان لكن لا يمكنها أن تغض النظر عندما تكون حياة الناس في خطر!