سأل "​المجلس الأرثوذكسي​ ال​لبنان​ي"، في بيان، "هل المشكلة الحقيقيّة هي ب​تشكيل الحكومة​ أم هي مشكلة رئاسة الجمهورية المقبلة؟ وهل أصبح البلد ملكًا لعائلة أو لأشخاص أو أحزاب وتيّارات؟".

وأشار إلى أنّ "باسم ​الشعب اللبناني​ الحر، بتنا نخجل بأن يكون لدينا حكّام رؤساء وزعماء في بلادي لا يعرفون كيف يديرون شؤون البلد، إلّا عبر هواهم ووفق مصالحهم ويتحكّمون بحياة المواطن. ألم تخجلوا من أنفسكم؟ بالله عليكم هل تعيشون في غيبوبة؟ حتّى أنّكم لا ترون ما يعاني منه الشعب من جوع وقهر وفقر وذل وموت، وكلّ ذلك جرّاء سوء أدائكم وإدارتكم للبلد".

وتساءل المجلس: "إلى متى يجب علينا تحمّلكم وأنتم غير مبالين بهموم الشعب، وكلّ ما يحصل هو بسبب أنانيّاتكم وحقدكم وتسلّطكم على زمام الوطن؟. أليس لديكم حسّ وطني وضمير يشعر بالمسؤوليّة تجاه من منحهم الثقة وأعطاكم حقّ بتمثيله؟ وماذا تفعلون لإنقاذ لبنان؟ لا شيئ. إرحلوا ودعوا الشعب يعيش بكرامة وأمان". وسأل أيضًا: "ألا يستحقّ هذا الوطن بعض التنازل من عليائكم وأنانيّاتكم وحقدكم لتعود عجلة الحياة طبيعيّة إلى ما كانت عليه؟ أتريدون الاستمرار والاختباء وراء طوائفكم وأزلامكم وشعبيّتكم؟ إسمعوا جيدًّا الوطن باقٍ، باقٍ، باقٍ وأنتم راحلون زائلون ذاهبون إلى التراب. فقط أعمالكم وحسناتكم إذا كانت موجودة سوف تبقى وتتكلّم الناس عنها فاعمل بهذا الوصية".

وشدّد على أنّه "طفح الكيل معكم. شعبكم يعيش من قلّة الموت وأصبح لبنان من الدول الأكثر فقرًا من جرّاء تعنّتكم وأصبحنا، ليس في جهنم فقط، إنّما في قعر القعر اقتصاديًّا وماليًّا وصحيًّا وسياسيًّا أيضًا. أصبح سعر صرف الدولار الشغل الشاغل للمواطن يتتبّع أخباره حتّى يبرمج نهاره وحياته ومشترياته، لأنّه لم يعد هناك من سعر موحّد للبضائع وكلّ يوم إلى ارتفاع، ووزير الاقتصاد في غيبوبة و"​مصرف لبنان​" و​جمعية المصارف​ تريد القضاء على ما تبقّى من ​أموال المودعين​".

وأوضح أنّ "هذا بسبب فشلكم في كلّ شيء: الدولار الأميركي تخطّى 15000 ل.ل. ويبشّروننا بأنّنا سوف نصل إلى 50000 في أواخر هذا الشهر، وهناك أزمات أخرى: ​البنزين​ و​الدواء​ وقرار منع استقبال ​المستشفيات​ للمرضى وغيرها"، مبيّنًا أنّ "الدول تتحسّر على سويسرا الشرق أي لبنان، والمواطنين همّهم الوحيد الحصّة الّتي سوف ينالونها وأي حصّة أو أيّ وزارة مربحة أكثر، وأين ​البطاقة التمويلية​ في أدراج السياسيّين و"مصرف لبنان"؟".

كما أكّد المجلس الأرثوذكسي أنّ "الشعب له الحقّ برفع دعوة عليكم عبر أعلى المنابر العالميّة وجمعيّة ​الأمم المتحدة​، واتّهامكم بسوء أداء لإدارة البلد وبسبب إفلاس الدولة وسرقة أموال الشعب والخزينة، وبسبب حرمان أطفالنا من حليبهم. ألا يستحقّ هذا الطفل العيش بأمان وكرامة؟". ورأى أنّه "يجب أن تحاكَموا جميعكم أمام الرأي العام الدولي، على ما فعلتم وتفعلون بحقّ الوطن والمواطنين من قتل وتفقير من جرّاء سرقات أموال خزينة الدولة وتهجير وتدمير منازلهم من جرّاء ​انفجار مرفأ بيروت​. وآخر أعمالكم المستجدّة أصبحتم تكمّون أفواه شعبكم حين يُظهر لكم حقيقتكم وتنهالون عليه ضربًا. هذه هي شيمكم".

وتساءل أيضًا: "فوق كلّ ما تفعلون بالوطن وبالمواطن من سوء وفساد وسرقة أيضًا، ألا يحقّ له أن يصرخ من وجعه ويُظهر حقيقتكم؟ هل أصبحنا نعيش في بلد مكبّل بزعماء وحكّام من رجال العصابات والمافيا أم أنّكم تخافون من الحقيقة؟ كم مرّة اغتيل هذا البلد وشعبه ومؤسّساته؟ ارحمونا وارحموا هذا الشعب الّذي دفع أثمانًا باهظةً ولم نسمع يومًا زعيمًا أو سياسيًّا نائبًا كان أم وزير، استقال حبًّا بالوطن والمواطنين أو قدّم أيّ تضحيات من أجل الوطن؛ بل بالعكس اتّفقتم في ما بينكم على البلد والشعب".

وتوجّه إلى رئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​، بالقول: "حبًّا بالوطن والمواطنين وإكرامًا لراحة نفس رئيس الحكومة الراحال ​رفيق الحريري​، عليكم سريعًا بطلب الاستعفاء عن تشكيل الحكومة، ووضع كلّ قدراتكم لإعادة إعمار البلد دون أيّ مقابل. دعونا نأتي بحكومة من المستقلّين والاختصاص. ألا يحقّ للشعب تسمية من يراه حقًّا بالتمثيل؟".

كذلك، توجّه المجلس إلى رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​، قائلًا: "من باب الاحترام والمحبّة وحرصنا الوطني، نطالبكم اليوم ومن أجل إنقاذ لبنان من أزمة تشكيل حكومة وتضييع الوقت حتّى لا نصل إلى الأسوا، باستدعاء رئيس حكومة تصريف الأعمال ​حسان دياب​، والطلب منه الرجوع عن الاستقالة، وإعادة ترتيب أمور الحكومة المقبلة، وإدخال وزراء جدد من المستقلّين غير حزبيّين، لا انتماء سياسيًّا لهم، نريد انتماءهم للوطن فقط وتستكمل الحكومة أعمالها والأهم:

-الملف الأوّل من أعمال الحكومة هو استرجاع ​الأموال المنهوبة​ وملاحقة الفاسدين وتثبيت سعر الصرف للدولار الأميركي.

-الملف الثاني هو الانتخابات المبكرة مع قانون النسبيّة الموسّعة.

-والملف الثالث استكمال لطرحكم المسيرة بإنشاء ​الدولة المدنية​ وسقفها القانون والمساواة بين المواطنين والعيش المشترك وقبول الآخر والمواطنة الحقيقيّة، شعارها كلّنا للوطن. وإلّا فهناك أمر واحد يجب علينا البوح به هو إنشاء مجلس عسكري كنّا قد طرحنا مسبقًا كحكومة إنقاذيّة عسكريّة - مدنيّة، تقلب الدولة رأسًا على عقب، وعلى "​حزب الله​" إذا كان يعتبر نفسه حزبًا لبنانيًّا ويريد مساعدة الشعب، استبعاد سلاحه وعناصره خلال هذه الفترة".

وذكّر الرئيس عون بـ"سبب وصولكم إلى سدّة الرئاسة تحت شعار "الإصلاح والتغيير"، فلبنان بحاجة إلى إصلاحات جمّة وتغيير ب​سياسة​ هذا الوطن والنهج، وعليكم كقائد لسفينة الخلاص القيام بالتغيير الحقيقي لهذا الوطن".