أشارت صحيفة "التايمز" البريطانيّة، في مقال عن رأي "​حزب العمال البريطاني​" في القضية ال​فلسطين​ية، وتأثير ذلك على النتائج الّتي يحقّقها في الانتخابات، إلى أنّ "منذ اللحظة الأولى، أثبتت ​إسرائيل​ أنّها مشكلة لحزب العمّال، إذ عانت حكومة كليمنت أتلي (من عام 1945 إلى عام 1951)، الّتي أُجبرت على النظر في ما إذا كانت ستسمح للمهاجرين اليهود بالدخول إلى فلسطين الّتي تسيطر عليها ​بريطانيا​ بعد الهولوكوست، من أجل إقامة سياسة متماسكة ولم تنجح أبدًا".

وذكرت أنّه "تمّ جرّهم إلى هذا الاتجاه، وذلك من خلال رغبتهم في التصالح مع الأميركيّين ورغبتهم في الاحتفاظ بالنفوذ البريطاني في الشرق الأوسط، والقوّة الواضحة للحجّة الإنسانيّة لإيواء اللاجئين، والتطلّعات القوميّة للسكّان العرب و​معاداة السامية​. أمّا الآن، وبينما يحاول زعيم الحزب ​كير ستارمر​ إعادة ضبط سياسة حزب العمّال بعد قيادة ​جيريمي كوربين​، يواجه تحدّيًا من ​جورج غالواي​ في انتخابات باتلي وسبن يوم الخميس".

وأوضحت الصحيفة، في المقال، أنّ "من غير المرجّح أن يفوز غالواي، ولكن إذا استطاع أن يجتذب دعمًا كافيًا من عدد كبير من المسلمين في الدائرة، فقد يساعد على هزيمة حزب العمّال. ومن أبرز القضايا الّتي يستخدمها لكسب ذلك التأييد وإحداث أزمة لستارمر، هي القضيّة الفلسطينيّة". وبيّنت أنّ "الفرق بين غالواي وستارمر بشأن إسرائيل، هو أنّهما يحملان وجهتَي نظر مختلفة اختلافًا جذريًّا".

وفسّرت أنّه "عندما يتحدّث ستارمر عن حقوق الفلسطينيّين، فإن ذلك يعني حقّ الفلسطينيّين في دولتهم الخاصّة والسيادة الفلسطينية في ​الضفة الغربية​ وقطاع غزة، ورد عسكري إسرائيلي محدود عند الهجوم على إسرائيل، واهتمام أكبر بالحقوق المدنيّة الفلسطينيّة، ووضع حدّ لبناء المستوطنات، مع وجود دولة إسرائيليّة ذات سيادة".

كما ركّزت على أنّ "هذا ليس ما يعنيه غالواي على الإطلاق، إذ ليس هذا ما يعنيه شعار "حرّروا فلسطين من النهر إلى البحر". ليس هذا ما يقصده زملاؤه نقّاد "الصهيونيّة. فغالواي يؤيّد استبدال دولة فلسطينيّة وحيدة بدولة إسرائيل". وأفادت بأنّه "كان هناك الكثير من النقاش حول ما إذا كان هذا الموقف أو المدافعون عنه معادون للسامية أم لا، لدرجة أنّه تمّ إغفال نقطة مركزيّة وهي أنّها "سياسة غبيّة وسيّئة حقًّا، من شأنها أن تترك ستة ملايين يهودي بلا حماية، ممّا يجبر الكثيرين على الفرار كلاجئين بلا مأوى ويتركون الآخرين في حالة موت عنيف".

وشدّدت الصحيفة، على أنّها "سياسة تفشل في التعلّم من التجربة اليهوديّة، إذ إنّه في غياب إسرائيل لم يكن هناك مكان يذهب إليه الناجون من المذبحة والإبادة الجماعية".