حذّر عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب ​نعمة طعمة​، من "ارتطام كبير في ​لبنان​، في حال لم يتمّ تشكيل حكومة إصلاحيّة إنقاذيّة، تتحوّل إلى حكومة طوارئ اقتصاديّة لمعالجة قضايا الناس وهمومهم"، مشيرًا إلى أنّ "هناك حالة فقر في لبنان لم يسبق أن شهدها حتّى في مراحل الحروب المؤسفة"، ومنبّهًا إلى أنّ "الآتي أعظم في الأسابيع المقبلة، نظرًا لغياب المعالجات المطلوبة".

وأعرب، في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط"، عن قلقه من "هذا الانحدار المريب الّذي يشهده لبنان على المستويات الاقتصاديّة والحياتيّة والاجتماعيّة"، منتقدًا "خوض البعض معاركه الرئاسيّة والانتخابيّة، فيما لبنان يحتضر، وهذا أمر مؤسف قد يؤدّي إلى ما لا يُحمد عقباه في الشارع". ورأى أنّ "الأمور متّجهة إلى هذه الحالة، في ظلّ غياب أي ضوابط وإجراءات وخطوات ناجعة تتلاءم مع هذا الانهيار المريب"، لافتًا إلى أنّ "الناس في ضائقة معيشيّة واجتماعيّة وثمّة ظروف قاسية يعيشها المواطن".

وتساءل طعمة: "هل يعقل هذا الذلّ من خلال الطوابير حول ​محطات المحروقات​، بينما أزمة ​الدواء​ تتفاقم؟"، مشدّدًا على أنّ "هذا الواقع يحتّم تشكيل حكومة لتعنى بهذه المسائل باعتبارها من الأولويّات، لأنّ صحّة الناس أهمّ بكثير من مقعد وزاري أو نيابي أو حصّة لهذا المسؤول أو ذاك". وأعرب عن أسفه لـ"هذا الترف السياسي فيما يخصّ عدم الاتفاق على تشكيل حكومة، كذلك انكباب البعض على مصالحهم الانتخابيّة".

وأكّد أنّ "​رغيف الخبز​ والدواء والسلع وحليب الأطفال، كلّ ذلك يبقى أهمّ بكثير من أي منصب في هذا البلد"، جازمًا أنّ "فقدان حليب الأطفال فضيحة كارثيّة وإنسانيّة، وبرسم كلّ من يعطّل الحلول ويعرقل ​تأليف الحكومة​ ولا يكترث لمصلحة البلد والناس". وبيّن أنّ "هناك صعوبةً لجهة إقدام أيّ دولة غربيّة أو عربيّة على دعم لبنان في هذه الظروف، لجملة اعتبارات سياسيّة داخليّة وإقليميّة، وذلك ما يتبدّى بوضوح من خلال ما نسمعه من مواقف كبار المسؤولين الدوليّين".

كما ركّز على أنّ "لا ثقة دوليّة بالسلطة الحاكمة والمسؤولين"، موضحًا "أنّنا عندما نفقد الثقة نخسر كلّ شيء، وذلك بسبب ​الفساد​ والهدر والمصالح الخاصّة والآنيّة وغياب الخطط الإصلاحيّة". وسأل: "كيف يمكن ل​دول الخليج​ الصديقة أن تدعم لبنان كما كان يحصل في السابق، في ظلّ الحملات الّتي تتعرّض لها ​السعودية​ والخليج بشكل شبه يوميّ؟"، مشيرًا إلى أنّه "لم يسبق أن حصلت إساءة بحقّ الدول الصديقة والشقيقة، كما الحال اليوم".

وذكر طعمة أنّه "عندما تُشكل حكومة إصلاحيّة تتمتّع بنظافة الكف والمصداقيّة والشفافيّة، عندئذ ستكون كلّ الدول العربية الشقيقة إلى جانب لبنان، حيث سيقدّمون الدعم في حال تحقّقت هذه العناوين، لكن في هذه المرحلة، وفي ظلّ غياب الإصلاحات، ثمّة صعوبة للحصول على أي دعم سوى ما يُقدّم إنسانيًّا وصحيًّا وتربويًّا عبر مؤسّسات دوليّة، ومن خلال الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر والمؤسّسات الاجتماعيّة والإنساني".

وشدّد على "أيادي السعودية البيضاء تجاه لبنان، والدور الكبير الّذي لعبته لمساعدة لبنان دون تمييز بين لبنان وآخر، وتحصين صموده في كلّ الملمات والظروف الصعبة الّتي شهدتها البلاد، ودورها كرئة اقتصاديّة للبنان"، داعيًا إلى "ضبط ​الحدود البحرية​ والبريّة والجويّة في لبنان، ووقف عمليّات تهريب الممنوعات المسيئة لأمن المواطن السعودي". ونوّه إلى أنّ "القوى الأمنيّة اللبنانيّة أنجزت خطوات كبيرة أخيرًا"، مؤكّدًا "ضرورة وقف هذه الحملات تجاه السعوديّة، حرصًا على هذا التاريخ الّذي يجمع البلدين، ومن باب الوفاء لمن كان إلى جانب لبنان في السرّاء والضرّاء".