قد يكونُ مصطلحُ فشل القلب مخيفاً، ولا يعني ذلك بالضرورة أنّ القلب قد توقف عن العمل، ولكنه حتماً يعني عدم قدرة القلب على الضَّخ كما ينبغي.

إنَّ قصورَ القلب أو فشل القلب هو حالة مرضية تحدثُ عن طريقِ اضطرابٍ معين في وظيفةِ القلب، بحيث لا يستطيع القلب من خلالها ضخَّ الكمية الكافية من الدَّم التي تتناسب مع متطلبات الجسم، أو قد يستطيع ذلك ولكن مع ضغط (تعبئة انبساطي) مرتفع.

تُصنِّفُ الكلية الأميركية لأمراض القلب وجمعية القلب الأميركية قصور القلب إلى أربعة مراحل:

- المرحلة الأولى: هم الأشخاص المعرضين إلى خطرٍ فشل القلب، ولكن ليس لديهم أمراض القلب أو أعراض قصور القلب.

- المرحلة الثانية: هم من يعانون من أمراض القلب ولكن من دون ظهور أعراضِ قصور القلب عليهم.

- المرحلة الثالثة: هم المرضى الذين يعانون من أمراض القلب ولديهم أعراض قصور القلب.

- المرحلة الرابعة: يُعاني مرضى المرحلة الرابعة من أعراضٍ حادة لقصور القلب ويستدعي تدخلات دقيقة متخصّصة.

وكلما تقدّم الناس في العمر عليهم المراقبة الدورية، فقصور القلب هو مشكلة صحية كبيرة يعاني منها العالم، حيث يتسبب بِما يقارب 64 مليون إصابة، وهو السبب الرئيسي لدخول المستشفى للأشخاص الذين هم فوق ال 65 سنة لأنهم أكثر عرضة بسبب تقدمهم في العمر.

أنواع قصور القلب:

١-فشل القلب مع انخفاض وظيفة البطين الأيسر، بحيث تتضخم الغرفة السفلى للبطين فتصعب عملية ضخ الكمية الكافية من الدم الغني بالأوكسجين إلى بقية أنحاء الجسم.

٢-فشل القلب مع الحفاظ على وظيفة البطين الأيسر، بحيث ينكمش القلب ويضخ بشكل طبيعي ولكن البطين الأيسر والأيمن يكونان أكثر تصلباً وسماكةً من المعتاد فلا يتمكنا من الاسترخاء بالشكل السليم، فتكون كمية الدماء التي تصل إليهما أقل من اللازم، وبالتالي تصبح كمية الدماء التي تضخ منهما إلى بقية أعضاء الجسم غير كافية عند حدوث الانقباض.

وانطلاقاً من معرفة أنواع قصور القلب بات لزاماً علينا معرفة معنى قوة العضلة أو قوة الضخ: إن قوة العضلة هي جودة ضخ البطين الأيسر للدم مع كلّ نبضة قلب، وهي تشير إلى كمية الدم التي تُضخ، ويعتبر البطين الأيسر غرفة الضخ الرئيسية في القلب.

تكون قوة الضخ طبيعية إذا كانت النسبة من 55% إلى 70%، بينما تكون أقل من اللازم إذا كانت النسبة بين 40% إلى 54%، أما النسبة المنخفضة فهي أقل من 40%.

أعراض فشل القلب:

-صعوبة أو ضيق في ​التنفس​ عند ممارسة الرياضة أو عند الراحة والاستلقاء على السرير.

-الشعور بالتعب أو الإرهاق بسبب عدم ضخ القلب للكميات الكافية من الدم الغني بالأوكسجين.

-تورم في الكاحلين والساقين والبطن، ويحدث هذا عندما لا تستطيع الكليتين تصفية ما يكفي من الدم فيحتفظ الجسم بالسوائل والماء ما يؤدي إلى زيادة في الوزن.

-الحاجة إلى التبول خلال فترة الليل عند ​النوم​ بسبب الجاذبية، بحيث تصل كمية أكبر من الدم إلى الكليتين بسبب الاستلقاء ما يجعلها تصرف المزيد من البول فتحدث الحاجة للتبول الليلي.

-الدوخة وصعوبة التركيز والإغماء، وكلها تحدث بسبب عدم ضخ كمية كافية من الدم المشبع بالأوكسجين نحو الدماغ.

-خفقان القلب والدقات السريعة غير المنتظمة بسبب عدم قدرة عضلة القلب من الضخ بقوة كافية، ما يجعل القلب يجتهد بالنبض أكثر وأسرع من أجل الحصول على ما يكفي من الدم والأوكسجين إلى الأعضاء والعضلات الرئيسية.

-السعال الجاف والذي يحصل عند الاستلقاء بسبب السوائل الإضافية في الرئتين.

-فقدان الشهية وغثيان وانتفاخ في المعدة.

ويبقى الأهم بالنسبة لنا معرفة أسباب فشل عضلة القلب:

١-تصلب الشرايين في القلب بحيث تصبح جدرانها الداخلية سميكة، فتمنع رواسب الدهون جزئياً من تدفق الدم، ومع مرور الوقت تصبح الشرايين ضيقة جداً أو مسدودة تماماً ما يمنع وصول الدم إلى الأعضاء الأخرى فيتسبب بألم في الصدر وأعراض أخرى من أمراض القلب.

٢-النوبة القلبية التي قد تحدث عندما يُسد الشريان التاجي ولا يمكن بالتالي أن يصل الدم إلى جميع أجزاء عضلة القلب، فيموت جزء من عضلة القلب والخلايا المحيطة بها.

٣-تعاطي ​الكحول​ و​المخدرات​ و​التدخين​.

٤-العوامل الوراثية.

٥-بعض حالات الحمل.

٦-أمراض القلب الخلقية عند ​الولادة​.

٧-مرض ​السكري​.

٨-ضغط الدم المرتفع.

٩-أمراض الكلى.

١٠-السمنة.

بعد معرفة أنواعه وأسبابه يبقى معرفة تشخيص قصور القلب: يحتاجُ طبيبك إلى معرفة تاريخك الطبي والأعراض التي تعاني منها، بالإضافة إلى معرفة ما إذا كنت تعاني من وجود أمراض كالسكري وأمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون في الدم.

أيضا أي ألمٍ في الصدر أو وجود تاريخ عائلي لأمراض القلب او الموت المفاجئ، التدخين وشرب الكحول بالإضافة إلى تلقي أي علاج اشعاعي أو كيميائي وجميع ​الأدوية​ التي تتناولها.

ولتشخيص قصور القلب فحوصات مخبرية وتحاليل لازمة كتحاليل الدم الأساسية، وتحاليل لمعرفة كفاءة الغدد والكلى، بالإضافة إلى تحليلٍ للدهون في الجسم وفقر الدم وتحاليلٍ لهرمونات خاصة تفرز في القلب لمعرفة من يعانون من القصور في القلب تحديدا.

إجراء قسطرة للقلب للوقوف عن كثب على رؤية الشرايين وصمامات القلب وغرف القلب وفحص لقوة ضخ الدم.

أشعة سينية للقلب لإظهار حجم القلب ورؤية وجود أي سوائل اضافية فيه.

مخطط صدى القلب او الايكو وهي موجات فوق الصوتية لمعرفة كيفية ضخ واسترخاء القلب والتحقق من الصمامات وقياس نسبة تدفق الدم.

تخطيط القلب وفحص الجهد للقلب.

كيف يتمُّ علاج قصور القلب؟

يعتمد علاج قصور القلب على نوعِ القصور الذي يحدث والمرحلة التي وصل إليها وما هو المسبب له. وتكون الأدوية وتغيير نمط الحياة هما الجزء الأهم فيه.

ولا بد من الاستشارة الطبية لطبيب متخصص في فشل عضلة القلب لتحديد النوع والمرحلة ومعرفة طرق العلاج والوقاية.

وفي هذا الصدد تنصح د. ​رغاب حمدان​ استشارية القلب ورئيسة قسم برنامج فشل القلب في ​مركز كليمنصو​ الطبي-دبي المرضى الذين يعانون من قصور في عضلة القلب بأن تكون معنويات المريض عالية من الجانب النفسي، ولا بد لهم من معرفة أن هذه المشكلة مزمنة وجدية ولكن العلاج موجود ومتعدد وقد تطور في السنوات الأخيرة على صعيد القلب بشكل عام، وعلى صعيد ضعف عضلة القلب بشكل خاص. وأصبح هناك العديد من الأسلحة المستخدمة للسيطرة، تبدأ بالأدوية التي تتطور يومياً فهناك أنواع جديدة من الأدوية أصبح مثبتاً علمياً بأنها تشفي نوعاً ما مرض ضعف عضلة القلب وآخرها دواء للسكري يفيد جداً عضلة القلب، وأضيفت أيضا علاجات للمرضى الذين لا يستجيبون للأدوية كزراعة القلب الاصطناعي. والأهم من ذلك كله هو تعاون المريض مع الطبيب المعالج واتباع الإرشادات وعدم فقدان الأمل لأنه أصبح باستطاعتهم أن يتغلبوا على ضعف عضلة القلب.

فيما يلي إرشادات لا بدّ لمريض "ضعف عضلة القلب" اتباعها:

-ممارسة الرّياضة والبقاء نشيطاً يومياً.

-الإقلاع نهائياً عن التدخين.

-عدم شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.

-اتباع نمط غذائي صحي.

تخفيف الملح وتقليل شرب السوائل باستشارة الطبيب أو الممرض المنوط تحديد الكمية المسموح بها حسب الحالة الطبية للمريض.

تتبع وزنك يومياً وأي تغيير مفاجئ يجب إعلام الفريق الطبي الموكل بعلاجك.

إبلاغ الفريق الطبي بأي تغيير في العوارض المرضية.

أخذ جميع الأدوية في أوقاتها حسب ارشادات الطبيب.

وتجدر الإشارة أنه في المراحل الأخيرة قد يتطلب الامر تدخلا جراحياً للقلب، كزراعة أجهزة مساعدة للقلب أو زراعة قلب.

يعتبر المريض النقطة الأهم والجزء الأساس في نجاح خطة العلاج، وله الأمر في اتخاذ خطوات لتحسين صحة قلبه وجودة حياته.

فتناول أدويتك حسب الإرشادات واتبع نظاماً غذائيا صحياً منخفض الصوديوم، واجعل الرياضة اليومية جزءا مهما من حياتك، قم بأخذ الوزن اليومي وتتبَّع الأعراض وحافظ على مواعيد المتابعة مع أخصائيين الرعاية الصحية.