دعا ​السيد علي فضل الله​، في أولى محاضراته في ​عاشوراء​، إلى "​محاربة الفساد​ في الواقع كما نرفضه في التاريخ"، ولفت إلى عاشوراء كموسم للوعي والتعبير عن العاطفة في الوقت نفسه، مشدداً على "أننا نعمل للأهداف التي سعى إليها ولأجلها الإمام الحسين"، مشيراً إلى هدف الإصلاح ومواجهة الفساد.

وأوضح أنه "أمام كل ذلك تحرك الإمام الحسين من موقع إمامته ومسؤوليته عن تغيير الواقع الفاسد وأعلن للناس جميعاً أن الساكت عن هذا الفساد حتى لو لم يستفد منه هو شريك في النتائج على مستوى الدنيا وهو سيحاسب على كونه شريكاً عندما يقف بين يدي الله، وكان الحسين واضحاً أنه يريد للأمة أن تخرج عن صمتها لتمنع منطق الفساد من أن يصبح أمراً واقعاً ولهذا من يلتزمون الحسين ويحيون مجالسه ويرونه إماماً لهم لا يمكن أن يكونوا على ​الحياد​، أو أن لا يكونوا مبالين بالفساد عندما يتحرك في ساحتهم أو عندما يظلم الناس في مصالحهم فلا بد لهم أن يعبروا عن رفضهم له بالكلمة أو بالموقف أو بكل ما يستطيعون وإن اقتضى الأمر أن يبذلوا الدماء لمواجهة الفساد".

ولفت فضل الله، إلى أن "من يلتزم إماماً غيوراً على الحق والعدل وعلى أموال الناس ومقدراتهم لا يمكن إلا أن يكون غيوراً على هذه الحقوق وإلا كيف يعتبره إماماً وقائداً فمن يذرف الدموع على الحسين لا بد أن يعمل من أجل إصلاح الواقع ومحاربة الفساد والذي لأجله كانت كل هذه التضحيات، ونحن عندما نتحدث عن الفساد لا نقف عند فساد الحاكم وإن كان فساده أبرز مظاهر الفساد ولأن فساد العامة من فساد الحاكم بل نتحدث عن فساد الموظف عندما يرتشي وعن فساد التاجر عندما يحتكر ويغش وعن فساد المسؤول عندما يستغل الموقع لحسابه وفساد عالم الدين عندما يسخر الدين لحسابه".

وأكد "أننا مدعوون في هذه السنة أن نعبر عن ولائنا للحسين ولكل الدماء الزاكيات في ​كربلاء​ لذلك كان شعارنا هذه السنة عاشوراء ثورة على الفساد لنواجه به الفساد الذي استشرى، والذي ارهق واقعنا وبدد ثرواتنا ولنبدأ فيه بأنفسنا بان ننزع منها أي فساد دخل إليها وبعد ذلك ندخل في كل مفاصل حياتنا لنعالجه وإن لم نستطع فلنواجه بالكلمة أو الموقف وبذلك نخلص لعاشوراء ونثأر من الذين وقفوا في وجه الحسين وأصحابه وأهل بيته". وشدد على "أننا نقف ضد الفساد الذي يعششع في مفاصل الدولة عندنا فلا يكفي أن نرفض الفساد في التاريخ بل أن نرفض الفساد والفاسدين في الحاضر فلا يكفي أن نذرف الدموع على الحسين أو نقيم المجالس على اسمه فحسب فيما نحن نجامل الفاسدين أو نرفعهم على الأكتف لانهم من طائفتنا أو مذهبنا".

وإعتبر فضل الله، أن "مواجهة الفساد لا تتم إلا من خلال توحد كل جهود المصلحين والعاملين في هذا المجال وان لا يسمحوا للفتنة أن تحدث بينهم محذرا من المواقف والكلمات وردود الفعل التي تؤدي إلى توتير الساحة الداخلية أو خلق التشنجات والتي تأخذ ابعادا طائفية ومذهبية وسياسية في وقت البلد احوج ما يكون إلى الكلمات الطيبة التي تقرب القلوب والعقول لا التي تباعد بينها".