رأى الشيخ ​ماهر حمود​، أنّه "إن كان مقياس الذكاء هو المصلحة، فمّما لا شكّ فيه أنّ ​الولايات المتحدة الأميركية​ أذكى من عملائها، فهي لا تقيم وزنًا لعملائها مهما قدّموا من "تضحيات" عندما تلوح مصلحتها في الأفق، وقديمًا قال الاستعمار الحديث وعلى لسان كبار قادة الاستكبار العالمي: ليس لنا أصدقاء أو أعداء دائمون، لدينا مصلحة دائمة".

ولفت، في خطبة الجمعة، إلى أنّ "هذا باختصار، فالنتيجة من انسحاب الأميركيّين من ​أفغانستان​ بالطريقة المذلة رأيناها جميعًا، والمؤسف أنّنا نراها في ​لبنان​ اليوم، رغم أنّ الدرس الأفغاني لا يزال ماثلًا في الأذهان وحيًّا على الشاشات، هذا فضلًا عن المشاهد المتكررة من فيتنام إلى جنوبي لبنان، إلى ما لا يحصى من المشاهد المتكرّرة"، متسائلًا: "وبعد كل هذا نرى في لبنان سياسيّين مزعومين يحذرون من استقدام النفط الإيراني، خوفًا من ​العقوبات الأميركية​؟".

وذكر حمود، أنّ "الولايات المتّحدة نفسها، حتّى هذه اللحظة تصرّفت بطريقة ذكيّة، فها هي تعلن استقدام الغاز المصري عن طريق ​الأردن​ و​سوريا​، رغم ​قانون قيصر​ المجرم، وقد أوعزت إلى الأردن بإرسال مساعدات إلى لبنان أيضًا، يعني أنّ الأميركي يحاول أن يلتفّ وأن يزايد على النفط الايراني، فيما عملاؤه الصغار يحذّرون من العقوبات؛ فعلًا هم صغار جدًّا". وأشار إلى "أنّنا سنسمح لأنفسنا بتخيّل المشهد فيما لو كان هؤلاء الصغار كان موقفهم مختلفًا، فيما لو وقف الجميع دون تردّد كالنائب ​سيزار المعلوف​ مثلًا، وقالوا الأهمّ هو شعبنا وكرامته وحاجاته، وليس الأميركي وعقوباته ونزواته ومغامراته الفاشلة". وسأل: "فيما لو وقف الجميع هذا الموقف، هل كان الأميركي يجرؤ على الوقوف في وجه المصلحة اللبنانيّة، سواء كان النفط من إيران أو من فنزويلا أو من حركة "طالبان"، أو من أيّ جهة على سطح الأرض؟".

وأكّد أنّ "المشكلة أنّ الصغار يبقون صغارًا، حتّى لو حاول الجميع أن يقنعوهم أنّهم أصبحوا كبارًا"، مبيّنًا أنّ "على الجميع الآن مواكبة سفينة النفط الإيرانية ومراقبة ردّات الفعل، وهل سيقوم زبانية أميركا مثلًا بإغلاق قناة السويس أو باغراق السفينة بطريقة مخابراتيّة أو بالاعتداء عليها علنًا؟ علينا أن نترقّب ردّات الفعل لنقيم الحجة على العملاء وعلى الأصدقاء، كما على الضعفاء الّذين يكثرون الحديث عن السيادة والديمقراطيّذ وحقوق الإنسان، وهم ابعد ما يكونون عن ذلك".

كما شدّد على "أنّنا في تحدّ حقيقي تحت عنوان: هل ستسمح المؤامرة العالميّة على لبنان للأمين العام لـ"حزب الله" السيد ​حسن نصرالله​ أن يكون مفتاح الحل، فيما تهدف المؤامرة إلى تصويره على أنّه سبب المآسي والشقاء؟ هنا التحدّي الكبير، وسننتصر باذن الله رغم تكالب الأعداء علينا".