طبعاً العام الدراسي الحالي لن يشبه أياً من السنوات السابقة حتى التي واجهنا فيها أزمة "كورونا" التي حوّلت التعليم من حضوري الى تعليم عن بعد، ففي العام الفائت قبع الطلاب في منازلهم مستفيدين من الدروس عبر جهاز الكومبيوتر أو الحاسوب، وهذا ما بات صعبا هذا العام في ظلّ أزمة الكهرباء والإنترنت وغيرها...

رغم الأزمات التي تعصف بالبلاد أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب أن العام الدراسي الحالي سيكون حضوريا رُغم كلّ الصعوبات، وأمام هذا الواقع تساؤلات عدّة طرحت "هل المدارس جاهزة لأن يكون العام الدراسي حضوريا، وماذا عن الأهل والطالب والاساتذة"؟.

الواضح أن المجذوب أعلن إفتتاح العام الدراسي حضورياً قبل إيجاد الحلول لكلّ المشاكل الموجودة، من أقساط الى كتب وقرطاسية ونقل ورواتب أساتذة وغيرهم... وهذا ما بدا واضحاً من كلام الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر الذي أكد لـ"النشرة" أننا "جاهزون على صعيد التعليم التربوي واللوجيستي، ولكن هناك عوائق كثيرة أمام فتح العام الدراسي".

صعوبات عديدة

يتحدث الأب نصر عن الصعوبات التي تبدأ بالنقل، فيشير الى أنه "عند سعر صفيحة البنزين 130 ألف ليرة وبعد رفع الدعم الى ما يفوق لـ300 ألف ليرة هل يستطيع الأستاذ الحضور الى المدرسة لإعطاء الدروس في ظل الراتب الذي يتقاضاه؟، أكثر من ذلك سعر صفيحة البنزين سينعكس ارتفاعا في كلفة نقل الطلاب بالباصات، فهل يستطيع الاهل دفعها؟ المازوت للتدفئة هل تستطيع المدرسة دفع هذا المبلغ ومن أين؟ تأمين القرطاسية للطالب والاستاذ والكتب وهي أصبحت على سعر صرف الدولار في السوق السوداء! مضيفا: "قبل إعلان إفتتاح العام الدراسي حضورياً يجب حلّ كلّ هذه المشاكل وإلا فإن ذلك مستحيلا".

التعليم عن بعد مستبعد

العام الماضي استطاعت الدولة الاستعاضة عن التعليم الحضوري بالتعليم عن بعد، وهو مستحيل هذا العام فهذا الخيار لا يمكن أن يطبق في ظل انقطاع الكهرباء والانترنت. هذا أيضا ما يشدّد عليه الاب نصر، معتبرا أن "فكرة التعليم عن بعدأصبحت مستبعدة، والقصّة تقتصر على إما أن يكون بهذا الأمرأن يكون أو لا". بدورها مصادر وزارة التربية أكدت عبر "النشرة" أن "وزير التربية أعلن أن العام الدراسي سيكون حضورياً لأننا لا نتحمل عاماً دراسياً إضافياً غير حضوري، مع ادراكه أن المشاكل كثيرة وينتظر إيجاد حلول لها".

أموال الجهات المانحة

بنفس الوقت تشدد مصادر وزارة التربية على أن "المجذوب طلب من المدارس والاساتذة تزويده باحتياجاتهم، والمسعى سيكون بالحصول من الدولة والجهات المانحة على مساعدات لحلحلة كل المشاكل والعودة الى مقاعد الدراسة، وحتى الساعة هناك مسعى فقط". بدوره الاب نصر طالب "بايجاد حلّ على مستوى الدولة ككلّ ووزارة التربية معنية بشكل أساسي بايجاد الحلول".

إذا، ورغم اعلان وزارة التربية عن افتتاح العام الدراسي حضورياً فإن الخطر هو بخسارة بخسارته هذا العام أيضاً.