دعا السيد علي فضل الله الحكومة اللبنانية إلى "أن تعمل للتوازن بين ما هي متطلبات الناس الضرورية وبين التوجهات الإصلاحية". وشدد على "مراقبة الحكومة ومتابعتها في هذه المرحلة الصعبة ليكون نشاطها استثنائيا في فترتها الزمنية المحددة". واعتبر بانه "لا يمكن الإنكار بأن شيئا بدأ يتغير في المنطقة من حولنا، وأن نافذة الانفراجات في العلاقات الدولية والإقليمية فتحت قليلا، ولكن هذا التغيير لا يزال في بدايته وهو رهين الكثير من الشروط حتى يتطور ليمكن بعدها الحديث عن متغيرات حقيقية في المنطقة سوف ترخي بظلالها على لبنان وتفتح أمامه نوافذ للأمل ببداية السير على طريق الحلول".

وأمل في خلال درس التفسير القرآني، أن تكون الخطوات التي بدأت بالظهور وإن بطريقة حيية وخجولة بين الدول العربية هي خطوات حقيقية ناشئة من حاجة هذه الدول وشعوبها لإعادة اللحمة في ما بينها، لتنطلق عجلة التقدم في ذلك من خلال المصالح والقضايا العربية المشتركة، ولينعكس ذلك على العلاقة مع المحيط الإسلامي، ونحن كلنا نتساءل: كيف يمكن أن تسير خطى التطبيع مع العدو وهو مدان أصلا بهذه الوتيرة من السرعة بينما تبقى العلاقات العربية ـ العربية أو العلاقات العربية ـ الإسلامية على برودتها أو رهينة التعقيدات التي يعرفها الجميع".

وأمل أن يستفيد لبنان مما يجري حوله وأن يتم التحضير جيدا لهذه الاستفادة لا من خلال استجداء هذه الدولة أو تلك، بل على أساس تهيئة البنية اللبنانية الداخلية على كل المستويات للتفاعل الأفضل مع ما يظهر من إيجابيات بدأت بعض ملامحها تظهر من الخارج، فالخارج لن يفتح الأبواب من دون الشروط التي قد يرى فيها مدخلا لتغييرات حقيقية في لبنان في السنة المقبلة، وتحديدا في أعقاب الانتخابات النيابية. فعلى المعنيين في لبنان أن يتلقطوا الفرص المتاحة وبدء العمل لاستكمال الإصلاحات التشريعية لا سيما في المجالين الاقتصادي والمالي، وفي القطاعات التي يتحدث المسؤولون عن إعطائها الأولوية على صعيد الكهرباء والتعليم وطمأنة المودعين، إلى جانب تأمين الحلول السريعة لأزمة المحروقات".