أشار مدير ​المركز الكاثوليكي للإعلام​، الخوري ​عبده أبو كسم​، إلى "إننا نعم إننا نسابق الوقت، لكن الوقت على ما يبدو أسرع منا. ونحن في معركةٍ بدأناها، لكننا لا ندري متى ننتهي منها، وكيف ستكون نتائجها"، لافتاً إلى أن "الكنيسة وأنتم في جبهةٍ واحدة، فالمطلوب توحيد الجهود لإنقاذ ​العام الدراسي​ الحالي الذي ما زال يترنح تحت ضربات الأزمة المالية والوعود الدولية التي على ما يبدو ستقدم مساعدات بإتجاه واحد".

وخلال ندوة عقدتها اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، حذّر أبو كسم من "خلق طبقية بين ​المدارس الرسمية​ والخاصة، وهذا الأمر سينعكس طبعاً على التلامذة والمعلمين"، مؤكداً أن "تلامذتنا يعيشون حالة النزوح من مدرسة إلى أخرى لتخفيف عبء ​الأقساط المدرسية​، فيما يتأمن القسط من جهات مانحة دولية مع كل مستلزمات التعليم من كتب وقرطاسية إلى أخوةٍ لهم نزحوا عن أرضهم، وخوفي أن لا نصل إلى مرحلة يصبح فيها تلامذتنا غرباء في وطنهم".

ولفت إلى "إننا نعيش حالة قلقٍ على المصير، فإذا انهارت الرسالة التربوية، هذا يعني إنهيار لمستقبل ​لبنان​، إنهيار للقيم والتربية والأخلاق، إنهيارللثقافة، إنهيار للحضارة، إنهيار للطاقات الفكريّة المبدعة، إنهيار للإستقرار والأمن في البلد". ورأى "إننا نشكل حلقة متماسكة، لن ندعها تنكسر، والمطلوب منا إعلان حالة طوارىء تربوية، وتوحيد الجهود، لوقف الإرتطام المنتظر أقلّه على الصعيد التربوي، فالإستقرار ممنوع، وفي اتحادنا قوة، فلنشبك الأيدي ولنتكل على الله. والله ولي التوفيق."

من جهته، تساءل رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، المطران ​أنطوان نبيل العنداري​، أنه "في ضوء تفاقم الأزمات التي تقبض على أنفاس الطلاّب والأهل والأساتذة والإدارات، فهل يكون تكاثر العثرات وترنّح ​القطاع التربوي​ موتا بطيئا أو تهديدا لضياع ثروة لبنان ودوره الرائد ومستقبل الأجيال الصاعدة؟".

ولفت العنداري إلى أن "قطاع التربية الناجح والمشرق مهدّد، في السنوات الأخيرة، بالإنهيار لأسباب وأسباب. ومتى انهار، لا سمح اللّه، انهارت معه كلّ أسس لبنان. فتدمير التعليم يعني تدمير الوطن"، مشيرا إلى أنه "معلوم أنّ قطاع التربية يواجه تحدّيات في القطاع العام والخاص. وتزداد المعاناة قسوة في التنامي المريع لحالات الفقر والفقراء. وأتت جائحة الكورونا، والإقفال القسري، وتفاوت إمكانيات التعليم عن بعد، ليزيد من تدهور المستوى التعليمي".

وأضاف: "جاءت هجرة العديد من الأساتذة والطلاّب إلى البلدان المجاورة أو البعيدة لتزيد من تفاقم الأزمة التربويّة، ولتجد المدارس والجامعات نفسها في مأزق حقيقي. فزيادة الأقساط حتميّة ولا يمكن التهرّب منها، ولا طاقة للأهل بها، ولا استمراريّة للمؤسّسات من دونها، ناهيك عن مطالب الأساتذة".

وفي هذا الإطار، تساءل العنداري، "من يضمن جودة التعليم ونوعيّته في ظلّ تخفيض برامج التعليم وأسابيع التدريس، وتضاؤل الميزانيّات المخصّصة لتحديث البرامج وتطوير المختبرات وكلّ مستلزمات الدروس التطبيقيّة؟". ورأى أن "التخبّط وسط الأزمات، يحتاج إلى خطوات سريعة لمواجهة كارثة الوضع الإقتصادي الذي يلقي بثقله على التعليم في لبنان. وإلى رؤية بعيدة المدى ليستعيد وطن الأبجديّة عافيته ودوره الطليعي". وسأل "هل تكون الحكومة الجديدة بخططها الواعدة خشبة خلاص؟".