لفت رئيس الحكومة الأسبق، ​فؤاد السنيورة​، إلى أن "دماء الشهداء الابطال الصحافي ​جبران تويني​، اللواء مدير العمليات في الجيش اللبناني السابق ​فرنسوا الحاج​، الوزير السابق ​محمد شطح​، وغيرهم روت أرض لبنان، ليبقى لبنان حرًا وسيدًا مستقلًا ومزدهرًا ومتحررًا، من الوصاية والتبعية والاستبداد، وهم انضموا إلى رفاقهم الشهداء، والذي كان منهم شهيدنا الكبير رئيس الحكومة الأسبق ​رفيق الحريري​"، موضحًا أنه "لقد سقط هؤلاء الشهداء، ضحية الإجرام الإرهابي الذي ارتكب ضد لبنان، وها هو لبنان لايزاليعاني الأمرّين، من أنواع متنوعة من هذا الإرهاب والظلم الكبير الذي يمارس عليه".

وأشار إلى أنه "لقد كانت المسيرة الوطنية صعبة ومعقدة، خلال السنوات الماضية، وبدل أن يندفع لبنان واللبنانيون إلى الامام، لإخراج وطنهم من مآزقه، فإنّ العراقيل والانحرافات والتراجعات والتفريط بالسيادة الوطنية والحرية والاستقلال، وكذلك الاستعصاءات على الإصلاح لاتزال ترتكب، مما أصبح يحول دون الاهتداء، ببوصلة الطريق التي استشهد على مساراتها العديد من الشهداء، وبذلت من أجلها كل التضحيات، وها قد وصل لبنان واللبنانيون، إلى هذا الحدّ من التخريب والظلم، والبؤس والمعاناة".

واعتبر السنيورة، ان "لبنان يعيش الان أصعب اوقاته، وأكثرها ايلامًا بسبب التراجع والفشل في مسيرة الإصلاح، والإنقاذ الوطني، الذي بذل منأجلها الشهداء الأبرار دماءهم، وضحّى من أجلها كلّ اللبنانيين بالغالي والنفيس"، معتبرًا أن "استعادة الدولة بكامل سلطتها على كامل أرضها واستعادتها لقرارها الحر، كما والتمسك بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني، هي الركائز الأساسية للخروج من أتون المآزق، التي تعصف الآن بلبنان، ومن أجل تحقيق التقدم على طريق العودة، الى النمو والازدهار والنهوض".

وذكر أنّ "لبنان وطنٌ نهائيٌ لجميع اللبنانيين، وهو عربي الهوية والانتماء، وهو جمهورية ديمقراطية برلمانية، وهو يغتني بتنوع انتماءات وتوجهات جميع أبنائه، ولذلك، مستهجنًا "من تجرأ على القول أنّ هذا: "هو لبنان الذي نريده، فمن أراد التحق به ومن لم يرد فليبحث عن حلٍّ آخر"، إذ لا يحق لأحد أن يحتكر العمل الوطني في لبنان، أو أن يفصّل لبنان على قياسه، لقد انتهى عهد فحص دماء اللبنانيين".

ورأى السنيورة ان "لا خلاص للبنان الا بعودته إلى الالتزام بمبادئ المصلحة العربية، وباحترام قرارات الشرعية الدولية، وبالتالي الالتزام بتحييد لبنان والنأي بالنفس والابتعاد عن ما يضر بإخوانه العرب، إذ لا يمكن للبنان العيش والازدهار إلاّ بالتآلف والتعاون والتكامل مع أشقائه العرب"، مشيرًا إلى أن "في هذا الشهر الذي هو شهر ميلاد السيد المسيح، شهر المحبة والتسامح، فإننا نتمنى الخير والأمن والأمان والعيش الكريم لجميع اللبنانيين".