أشار وزير ​الإعلام​ المستقيل ​جورج قرداحي​، إلى "أنّني تعلّمت من تجربتي القصيرة في الوزارة ثمّ من الأزمة الّتي طرأت، أنّ الوضع الإعلامي في البلاد بشقّيه الرّسمي والخاص يعيش حال صعبة من الأزمات المتعدّدة، ويحتاج إلى مراجعة شاملة وعميقة، من أجل مساعدته على تخطّي هذه الأزمات، ومساعدته بالتّالي على أداء الدّور المطلوب مهنيًّا ووطنيًّا وأخلاقيًّا".

ولفت، خلال حفل تكريمي أقامه له "اللقاء الإعلامي الوطني"، إلى "أنّني كنت منذ دخولي إلى الوزارة، قد باشرت في التّحضير لورشة عمل موسّعة، هدفها وضع قانون شامل وكامل وعصري ينظّم الإعلام في ​لبنان​ بكلّ أشكاله الكلاسيكيّة والحديثة، استنادًا إلى مواد ​الدستور​ الّتي تضمن احترام الحريّات الإعلاميّة الّتي يتميّز بها لبنان. ولكن للأسف، جرت الرّياح بما لا تشتهي السّفن، وواجهتنا تلك الأزمة غير المتوقَّعة".

وأوضح قرادحي، أنّ "تلك الأزمة تعرفون جميعًا تفاصيلها، ولكنّها علّمتنا أنّنا وللأسف بلد "حيطه واطي"، بلد يهابه الأعداء ولكن يستضعفه الأشقّاء وغير الأشقّاء، ولن أشرح كثيرًا فالأمثلة كثيرة امام أعينكم. وعلّمتنا أنّنا لسنا مواطنين في دولة واحدة، فنحن مجموعات وطوائف نعيش ضمن حدود أرض واحدة، ولكن لا تضامن في ما بيننا لا في واجب، ولا في حقّ، ولا في وطنيّة، ولا في كرامة وعزّة النّفس". وبيّن "أنّنا نحلم بأن يتغيّر هذا الأمر، لندخل جميعًا في حرم الوطن الواحد، غير أنّنا ومع كلّ تجربة جديدة نُصاب بخيبة أمل جديدة، والتّجربة الّتي مررت بها كانت أكبر دليل على ذلك".

وركّز على أنّ "حديثًا أجريته قبل شهرين من تعييني وزيرًا على محطّة أجنبيّة، ولم يتضمّن أيّ إساءة، وإذ تُشنّ عليّ حملة شعواء من هنا، لأنّني قلت إنّ الحرب في ​اليمن​ وليس على اليمن، فقَطعت ​السعودية​ و​دول الخليج​ علاقاتها الدبلوماسيّة والتّجاريّة مع لبنان، وطُلبت بالاستقالة". وذكر "أنّني بصراحة، شعرت حينها بظلم ما بعده ظلم، وبإهانة ما بعدها اهانة، فأعلنت رفضي لهذا العقاب المفروض عليّ وعلى وطني، ورفضي لهذا الانتهاك لكرامة وطني وأهلي، وقف معي جميع الشّرفاء في لبنان والوطن العربي".

وشدّد على أنّ "نعم، ملايين الأحرار والشّرفاء وقفوا معي، وأنا بصراحة كنت أتوقّع أن يقف الإعلام اللبناني كلّه معي، ولكن لم يقف معي إلّا الشّرفاء الأحرار في هذا الإعلام، أمّا الآخرون، وكنت أعتقد أنّ بعضهم أصدقاء، فكشفوا عن ولاءاتهم الدّفينة، وعن تنكّرهم لمبادئ الحريّة، وكنت أتوقّع أن يقف أهل السّلطة كلّهم معي، ففوجئت بأصوات من داخل الحكومة التّي كنت مصدّقًا عند دخولي إليها بأنّها متضامنة".

كما أشار قرداحي إلى "أنّني فوجئت بأصوات تطالبني بالاستقالة، ولن أتحدّث عن السّياسيّين الّذين كانوا يطالبونني بالاستقالة، ويتبارون في إطلاق العبارات السّفيهة، أملًا بتلقّي إشارة بزيارة السعوديّة، وكأنّهم لا يعرفون رأي القيادة السعوديّة بكلّ واحد منهم"، ورأى أنّ "هناك شيئًا ما في البلد "مش ماشي"، بكلام آخر إذا كنت أنا اللّبناني لا أقف إلى جانب أخي في الوطن لمواجهة ظلم أو اعتداء يأتيه من الخارج، فلا نعتب لأنّه لم يعد هناك وطن".