تحدثت وكالة "رويترز" عن اشتباكات بين قوات الامن والمتظاهرين في ساحة ألماتي الرئيسية في كازاخستان، وذكرت أن عدة ناقلات جند مدرّعة وعشرات من الجنود ‏دخلوا الميدان الرئيسي في ألمآتا أكبر مدن كازاخستان صباح اليوم ‏الخميس، حيث يشارك المئات في احتجاجات مناهضة للحكومة لليوم ‏الثالث.‏

وأفاد شهود أنه "سُمع دوي إطلاق رصاص مع تقدّم القوات نحو الحشد".‏

ونقلت وكالات ألأنباء انترفاكس-كازاخستان وتاس ونوفوستي عن المتحدث باسم قوة الشرطة سالتانات أزيربك قوله إن "القوى المتطرفة حاولت الليلة الماضية اقتحام مبان إدارية وقسم شرطة مدينة ألماتي بالإضافة إلى الإدارات المحلية ومراكز الشرطة". وأضاف "تم القضاء على عشرات المهاجمين".

وفي السياق، اعلن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان اليوم الخميس إن تحالفا أمنيا مؤلفا من دول سوفيتية سابقة وتقوده روسيا سيرسل قوات لحفظ السلام إلى كازاخستان بعد مناشدة رئيسها مساعدة تلك الدول في إخماد احتجاجات عنيفة ومميتة في بلاده.

واوضح بأن عددا غير محدد من قوات حفظ السلام سيذهب إلى كازاخستان لمدة محدودة لإعادة استقرار الوضع بعد إحراق مبان حكومية والسيطرة على مطار ألما اتا الدولي.

وكان رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف قد طلب مساء امس، المساعدة من رؤساء دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي (تحالف عسكري مدعوم من موسكو) للتصدي لأعمال الشغب التي تهز البلاد وينفذها بحسب قوله، "إرهابيون" مدربون في الخارج، في حين أُعلنت حال الطوارئ في مجمل أراضي البلاد .

وقتل ثمانية عناصر من قوات الأمن والجيش في أعمال الشغب وفق ما نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" ووسائل إعلام محلية عن وزارة الداخلية.

وذكرت الوزارة إن 317 عنصرا من الشرطة والحرس الوطني أُصيبوا بجروح على أيدي "الحشد الجامح".

واعلنت كازاخستان حال الطوارئ بسبب الاحداث في البلاد.

واندلعت الاحتجاجات في بادئ الأمر بسبب غضب من زيادة أسعار الوقود واتسع نطاقها سريعا لتشمل معارضة للرئيس السابق نور سلطان نزارباييف الذي لا يزال يحتفظ بسلطات واسعة في الجمهورية السوفيتية السابقة رغم استقالته عام 2019 بعدما حكم البلاد ما يقرب من ثلاثة عقود.

ويُنظر إلى نزارباييف، البالغ من العمر 81 عاما، على نطاق واسع باعتباره القوة السياسية الرئيسية في العاصمة نور سلطان، التي سميت تيمنا به.

وفي محاولة على ما يبدو لتهدئة الغضب العام، أقال الرئيس قاسم جومارت توكاييف سلفه نزارباييف من منصب رئيس مجلس الأمن القومي يوم الأربعاء واضطلع بمسؤولياته. كما عين رئيسا جديدا للجنة أمن الدولة وأقال أحد أقارب نزارباييف من ثاني أعلى منصب في اللجنة.

كما تقدمت حكومة توكاييف باستقالتها.

وبعد قبول استقالة الحكومة، أمر توكاييف الوزراء بالإنابة بإلغاء زيادة أسعار الوقود التي تسببت في مضاعفة تكلفة غاز البترول المسال وهو وقود سيارات يستخدمه الكثير من السكان.

لكن مصدرا مطلعا قال لـ"رويترز" إن الاحتجاجات استمرت وسيطر المتظاهرون على مطار في ألما اتا كبرى مدن كازاخستان. وألغيت الرحلات الجوية من المدينة وإليها.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" في وقت لاحق عن مسؤول قوله إن المطار أُخلي من المحتجين.

وكازاخستان حليف وثيق لروسيا. وقال الكرملين إنه يتوقع أن تنجح في حل مشاكلها الداخلية بسرعة وحذر الدول الأخرى من التدخل.

بدورها، ذكرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي إن الاتهامات الروسية بأن الولايات المتحدة حرضت على الاضطرابات "كاذبة تماما".