عندما أبلغ عضو كتلة المستقبل النائب ​عاصم عراجي​، نائب ​القوات اللبنانية​ ​جورج عدوان​، بأنه حسم قراره لناحية عدم التحالف مع القوات في دائرة زحله الإنتخابية، جاء جواب عدوان حرفياً "رح نعتبر إنو بعد ما تبلغنا دكتور ووقت يلي بدك اللائحة مفتوحة لحضرتك".

هذا الإصرار القواتي على ضم النائب "المستقبلي" في دائرة زحله والبقاع الأوسط الى اللائحة التي يرأسها النائب ​جورج عقيص​، إن دلّ على شيء فإنما يدل على ضعف إنتخابي لدى اللائحة التي تعمل معراب على تشكيلها، وعلى أن الحاصل الإنتخابي الذي تسعى القوات لتأمينه لصالح نائبها الكاثوليكي لم يتأمن بعد أو أنه مؤمن ولكن بحذر.

لماذا لائحة القوات في زحله بخطر؟

الجواب بالأرقام، لأنها خسرت تحالفها مع النائب ​سيزار المعلوف​ الذي حصل في إنتخابات العام 2018 على 3554 صوتاً تفضيلياً، ولأنها خسرت تحالفها مع ​حزب الكتائب​ الذي نال مرشحه في الدورة الماضية النائب السابق ايلي ماروني 1213 صوتاً أي ما يعني خسارتها 4767 صوتاً إذا جمعنا أصوات المعلوف التي ستصب لصالح لائحة النائب ​ميشال ضاهر​ المتحالف مع عمّ سيزار النائب السابق يوسف المعلوف، وأصوات الكتائب التي ستذهب لصالح اللائحة التي سيتحالف معها الحزب.

أضف الى هاتين الخسارتين، فالمرشح السني على لائحة القوات في دورة 2018 محمد علي ميتا حصل في إنتخابات العام 2018 على 1370 صوتاً تفضيلياً، وهو أمر من الصعب جداً تكراره اليوم أولاً لأن ميتا لن يترشح وثانياً لأن أي مرشح سني آخر مع القوات، لن يتمكن من الحصول على أصوات من بيئته وطائفته في ظل الخلاف السياسي الحاد القائم بين معراب والجماهير السنية بسبب التوتر الذي تشهده علاقة رئيس القوات ​سمير جعجع​ مع ​تيار المستقبل​ ورئيسه ​سعد الحريري​ منذ أن قرر الأخير تعليق عمله السياسي، ومن هذا التوتر بين معراب والناخبين السنة، حسم عراجي قراره بعدم التحالف مع القوات وأبلغها موقفه النهائي.

قيادة القوات كانت تعلم بأن تحالف عراجي معها في هذا الظرف السياسي الدقيق وفي ظل التوتر بينها وبين تيار المستقبل، هو أمر من سابع المستحيلات حصوله، لكنها في نهاية المطاف عرضت عليه التحالف كي تظهر أمام القواعد السنية المؤيدة لتيار المستقبل بأنها لا تزال تمد يدها الى الطائفة والى الممثل الأول لديها بحسب الإحصاءات وإستطلاعات الرأي، والمقصود هنا النائب عاصم عراجي. عرض القوات التحالف على عراجي والمعروفة نتيجته مسبقاً، إن لم يأت بفائدة إنتخابية للقوات، فهو في الوقت عينه لن يؤذيها، وتبقى فوائده شعبياً أكثر بكثير من تداعياته السلبية، لذلك كان الإصرار عليه من قبل قيادة الحزب، ولذلك أيضاً قال عدوان لعراجي "رح نعتبر إنو ما تبلغّنا".

دليل آخر على ضعف اللائحة القواتية في زحله، هو المرشح الذي أعلنته معراب عن المقعد الأرثوذوكسي الياس إسطفان. مرشح لا يتمتع بحيثية شعبية في زحله كما أن الأصوات التي سيحصل عليها هي أصوات قواتية صرفة وسيأخذها من أمام عقيص، كونه إبن حي حوش الزراعنة المحسوب على القوات، كل ذلك إلا كانت الاخيرة قد رشحت إسطفان لتعبئة مقعد على اللائحة لا للمنافسة والفوز ومن دون أن تكون لديها نية بتجيير ولو صوت تفضيلي واحد له.

فهل تنجح محاولاتها لتعويض هذه الخسارات في الدائرة التي تعتبرها من الدوائر الأهم بالنسبة اليها؟

الجواب مساء الخامس عشر من أيار المقبل.