اعتبر ​العلامة السيد علي فضل الله​، أن "الحرب الجارية بين ​روسيا​ و​أوكرانيا​، والتي باتت تنذر بتطورات خطيرة، وقد تكون كارثية على صعيد ​الأمن​ العالمي حيث يخشى أن تتوسع دائرتها وأن تصل بتداعياتها إلى حرب عالمية ثالثة"، مشيرا الى "اننا في هذا المجال، نقف مع كل الأصوات التي تدعو إلى إيقاف هذه الحرب التي باتت تهدد حياة البشر وما شادته أيديهم لسنوات طوال، ونحن نرى أن الطريق الأسلم يتم بمعالجة جادة للأسباب التي أدت إلى نشوئها، والهواجس والمخاوف التي دفعت إليها وعدم التغاضي عنها".

وفي خطبة الجمعة، شدد فضل الله على أن "العالم يحتاج في هذه المرحلة إلى العقلاء الذين بهم تنقذ البشرية، وتوأد الحروب وتحفظ الأرواح، ونحن على صعيد هذه الحرب كنا نأمل من ​الدولة اللبنانية​ التي التزمت سابقاً خيار عدم التدخل في الصراعات الخارجية، أن تبقى على هذا الخيار في التعامل مع هذه الحرب، ما ينعكس على مصالح الوطن الذي هو أحوج ما يكون إلى مساعدة الجميع للنهوض مما يعاني منه إن على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، وأن لا يكون هناك صيف وشتاء على سقف واحد، ونعود إلى هذا البلد الذي من الطبيعي أن تترك هذه الحرب تداعياتها عليه، على الصعيد الاقتصادي والذي نشهده في ارتفاع الأسعار وخصوصاً المحروقات وانعكاسها على بقية السلع والخدمات، لندعو الدولة للقيام بسد النقص ومنع المحتكرين الذين يستغلون مثل هذا الظرف لمزيد من الكسب المادي".

وتابع :"في هذا الوقت، بدأت تتضح شيئاً فشيئاً صورة المعركة الانتخابية والتي ستسعى من خلالها القوى السياسية لكسب مواقع لها في المجلس النيابي، ليكون لها دور في رسم معالم المرحلة القادمة،إننا في الوقت الذي نرى أن من حق كل فريق أن يسعى للوصول إلى أهدافه وأن يكسب لذلك أصوات الناس، فإننا نجدد دعوتنا إلى كل المعنيين بالانتخابات، بالكف عن التجييش الطائفي والمذهبي وكيل الاتهامات الذي يزيد حدة الانقسام في البلد، ليكون الحاكم في هذه المرحلة الصعبة هو الخطاب العقلاني، خطاب البرامج الكفيلة بإخراج البلد من معاناته".

واضاف فضل الله :"إن على كل المعنيين بالانتخابات أن يأخذوا في الاعتبار أن الناس لم تعد تخدعهم الكلمات والشعارات، هم باتوا أكثر وعياً بعدما صقلتهم المعاناة التي مروا بها ولا يزالون، وكشفت الكثير مما كان يخفى عليهم.. هم ينتظرون من كل من يتقدم لكسب أصواتهم أن يثبتوا أنهم جديرون بحمل هذه المسؤولية وإن أخطأوا في السابق بأنهم جادون بالتراجع عن أخطائهم بالأفعال لا بالأقوال".