إستقبل البطريرك الكردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا برلمانيا من حزب الشعب الأوروبي برئاسة نائب رئيس الحزب فرانك بروست، وكانت مناسبة استمع في خلالها الوفد الى مواقف ورأي البطريرك الراعي في الوضع ال​لبنان​ي الراهن.

وأشار بروست، إلى أن "هدف زيارتنا للبنان مع مجموعة من البرلمانيين الذين يمثلون 16 دولة اوروبية هو للتاكيد على الأهمية التي يوليها الإتحاد الاوروبي لهذا البلد وللبنانيين وتمنياتنا بان تدرج الإشكاليات التي يعاني منها لبنان على الروزنامة الاوروبية. زيارتنا ستستغرق نحو اليومين ونصف اليوم، نلتقي في خلالهم محاورين سياسيين ودينيين وآخرين من ​المجتمع المدني​ لكي نتمكن معا من مقاربة هذه الإشكاليات التي ندرك نحن في الخارج انها سياسية واقتصادية يرافقها تضخم مالي كبير مع تداعيات اضافتها ​الأزمة الأوكرانية​ وتمثلت ببروز مشاكل غذائية. الى ذلك هناك المفهوم الجيو سياسي الذي اصبح اكثر تعقيدا. فجاءت هذه الزيارة لمعرفة كيف باستطاعة ​الإتحاد الأوروبي​ مساعدة لبنان لحل الأزمة اولا وايجاد آلية تمكنه من ايجاد موقع خاص به".

وأكد "أننا نشعر بان لبنان على حافة الهاوية وعلينا مساعدته في هذه الأوقات لكي يعود الى المكانة التي كان عليها من قبل. فلبنان بالنسبة لنا هو ارض استقبال وحوار وازدهار في هذه المنطقة المعقدة قليلا. ولذلك نحن على مفترق طرق. بالنسبة لنا كأوروبيين هناك محتوى معقد الى حد ما حيث تتزاوج فيه السلطة الدينية مع السلطة الديمقراطية فهذا هو البلد الوحيد في المنطقة الذي تسود فيه حرية تحترم كل الاديان. والعمل سيكون حول كيفية اخراج لبنان من ازمته على المدى القريب. هناك من خسروا رواتبهم و​التضخم المالي​ مخيف 280% ونحو 70% من الشعب يعيش تحت خط الفقر، في المقابل نحن ماذا نعمل؟".

واضاف بروست: "هل نشارك كمتفرجين ام نحاول مد اليد. هناك مساعدات مالية وغيرها وهي ممكنة جدا بما ان لبنان ليس ببلد انتاجي وانما هو يستورد معظم حاجاته من الخارج لذلك هو بحاجة الى المال. ولكن ​صندوق النقد الدولي​ كذلك اوروبا بحاجة الى وضوح ومعرفة الخطوط السياسية. كلنا يعلم ان لبنان بحاجة الى اصلاحات وهو يعاني من مشاكل ​الكهرباء​ والصحة وغيرها. لبنان بلد صديق وشعبه صديق ايضا. وتعرفون العلاقات القوية التي تربط اللبنانيين بالفرنسيين وانا فرنسي وهذا يوجعنا ويؤلمنا احيانا. ويبقى الهدف الأساسي من هذه الزيارة وهو تقييم الوضع وتقديم بيان خاص ومن ثم حل المشاكل. اما الإكتفاء بتخمين الوضع فهذا امر عقيم الى حد ما".

وفي رده على سؤال حول التأخير في مساعدة لبنان، لفت إلى أن "مساعدة لبنان لن تتم بسحر ساحر ولو كان الأمر بسيطا لما كنا بحاجة الى زيارته. الوضع اليوم معقد مع صندوق النقد الدولي ومع اوروبا ومع بلدان الخليج ومع الجميع وايجاد حل ليس بالأمر السهل. باعتقادي يجب ان يكون تدخل الأسرة الدولية اقوى وافعل لأنني اخاف من وضع الجمود. الجميع يعطي رأيه وهذا يدل على انه ليس هناك اي تقدم". وعن سرعة تحرك الأسرة الدولية اوضحأن "الجميع مقتنع بان الأسرة الدولية هي الوحيدة التي تستطيع التدخل لتساعد لبنان على العودة الى الحياد الذي كان يغتني به. هذا هو الحل. الا ان اقناع الأسرة الدولية التدخل فهذا امر معقد، ولكن هذا التعقيد لا يجب ان يثني احد عن المواجهة والا ستكون خسارة الحرب".