لفت البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، إلى أنّ "كلمة الله هي الّتي تنير وتشدّد وتوجّه وتعزّي شعبنا في مختلف ظروف الحياة. ونعمة التّقديس تحيّي نفوسهم وقلوبهم، وتدخلهم في شركة عميقة مع الله، الّذي وحده يشفي جراحهم الرّوحيّة والمعنويّة، ويبعث فيهم روح القيامة والرّجاء".

وذكر، خلال ترؤّسه قدّاس ​عيد البشارة​، في كنيسة الصّرح البطريركي في ​بكركي​، أنّ "خدمة التّدبير تدعونا لنكون لهم وجه ​المسيح​ الراعي الصالح. نسير أمامهم لندلّهم إلى الطريق الّذي يجب سلوكه، ولنحميهم من الذّئاب، ونسير في وسطهم لنتضامن معهم، ونعيش بقربهم، ونضمّد الجراح، ونسير وراءهم لنجمعهم ونوحدّهم بالحقيقة والمحبّة، ساهرين على ألّا يشردوا ويتشتتّوا".

وركّز البطريرك الرّاعي على أنّ "خدمة المحبّة تبقى رسالةً جوهريّةً تدعونا كلّ يوم أكثر فأكثر، نظرًا لاشتداد الأزمة الاقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة والإجتماعيّة الخانقة على شعبنا". ووجّه تحيّة شكر وتقدير لـ"كلّ المبادرات الّتي تقوم بها البطريركيّة والأبرشيّات والرّعايا والرهبانيّات والأديار، ومؤسّساتنا التّربويّة والإستشفائيّة والطبيّة والإجتماعيّة المتنوّعة. لكنّ الحاجات المتزايدة تلزمنا بالمزيد من المبادرات".

وأشار إلى "أنّي أشكر الله على الزّيارة الرّاعويّة لأبرشيّة ​مصر​ والسودان، الّتي قمت بها بدعوةٍ لطيفة من مطران الأبرشيّة المطران جورج شيحان، وقد اتّسمت بأربعة أبعاد: البعد الروحيّ والبعد الكنسيّ والبعد التربويّ- الثّقافيّ، والبعد الرّسميّ. وكانت لنا لقاءات كنسيّة مثمرة مع بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة للأقباط الأرثوذكس البابا تواضرس الثاني، ومع بطريرك الإسكندريّة للأقباط الكاثوليك إبراهيم اسحق، والسّفير البابويّ المطران Thévenin Nicolas".

وأوضح الرّاعي أنّه "كانت لنا لقاءات رسميّة مثمرة هي أيضًا مع الرّئيس المصري ​عبد الفتاح السيسي​، وأمين عام جامعة الدول العربية ​أحمد أبو الغيط​، ومع مساعد وزير الخارجيّة للشؤون العربيّة السفير علاء موسى ونائبه المساعد لشؤون المشرق العربي كامل جلال، ومع الشيّخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيّب". وأكّد "أنّنا قد لقينا عندهم جميعًا حبًّا جمًّا ل​لبنان​، وهمًّا واهتمامًا بقضيّته واستعدادًا لمساعدة شعبه".