أشارت المرشحة للمقعد ​الماروني​ عن ​دائرة البقاع الثالثة​، المحامية ​سندريللا مرهج​، إلى "انني ترشّحت للإنتخابات النيابية من بعلبك الهرمل بهدف تمثيل كل لبناني/ة حر/ة في البرلمان دون التسلّح بعناوين الوجودية الطائفية والمذهبية والمناطقية، ومن يعرفني جيداً يدرك أني أعتنق فكر المقاومة بخلفية عقائدية عابرة للمناطق والطوائف، مؤمنة بلبنان الواحد السيّد لجميع أبنائه من شماله الى جنوبه. يسأل كثيرون لماذا أترشح لدورتين متتاليتين عن بعلبك الهرمل على الرغم من أنّي لست مقيّدة على سجلات نفوسها، الجواب بسيط أعود وأكرّره: عدا عن اني أتحدّر برابطة الدمّ من اليمونة وأحبّ بعلبك الهرمل ورمزيتها وناسها وأقطن فيها، فلأنّي أنبذ التقسيم الاداري الانتخابي الحالي الظالم وأحلم بقانون انتخابات خارج القيد الطائفي والمناطقي، يكون لبنان فيه دائرة واحدة".

وأكدت في بيان، أنها أرادت "أن أثبت بالفعل أنّ بعلبك الهرمل ليست مخطوفة، ولا متقوقعة وأن أكون نموذجاً حيّاً عنها، وأن أعمل على نهضتها تشريعياً وتنفيذياً وأن أساهم ولو بجزء يسير في حمايتها وبنائها مع مَن أتفق معهم على مصلحة لبنان العليا، وأن يتنبّه القيّمون على الشأن الانتخابي أن نسبة كبيرة جداً من أهالي هذه المحافظة، لا سيّما المسيحيين منها يقيمون خارجها وفي محافظات أخرى مثل جبل لبنان وبيروت والشمال ولا يشاركون في انتخاباتها لانقطاعهم عن بلداتهم، وهم اليوم مع اخوتهم المسيحيين والمسلمين البعلبكيين والهرمليين يتوقون إلى تغيير ٍ بعيدٍ عن التنافس العائلي يعيد ربطهم بِقراهم".

وأوضحت، أن "خطوتي قد تكون غير مألوفة في أذهان متقوقعة، ولكنها حتماً لاقت وتلاقي وعلى مدى سنوات طوال الترحيب في قلوب وبصيرة المُحبّين، وشاء خلط الاوراق الاخيرة عند تشكيل لائحة "باقون نحمي ونبني" والتي سعينا للانضمام إليها في هذه المعركة الديمقراطية، ان اكون كمستقلّة مارونية خارج السباق الانتخابي في الدورة الحالية لاعتبارات عدّة ابرزها كما أراها، عدم مؤاتية الظروف الحاسمة لفوز المقعد الماروني على هذه اللائحة في ظلّ القانون النسبي المبتور، أمّا فيما اذا صار المستحيل ممكناً، فواضح أنّ خيار القيّمين على اللائحة وقعَ على مرشح ينتمي اساساً الى "التيار الوطني الحر" وبات بعد ايام من الترشيح مستقلاً، ما دفع بترشيحه الى اثارة استفهامات عدّة لدى المتابعين وبعض الاحزاب، حول التفاهمات الانتخابية السابقة الحزبية، وليس دوري ان اكون جانب فيها".

وذكرت مرهج، أنه "بما أنّ ​القانون الانتخابي​ الحالي يسلب من المرشح حرّية خوض المعركة الانتخابية منفرداً ويكرّس المحاصصة المقوننة، ولأني إضافة لما تقدّم، لم أجد نفسي على أيّ من اللوائح الأخرى الموجودة في هذه الدائرة على الرغم من تقديري للدعوات التي وُجهت لي للإنضمام معهم، واحترامي لأشخاصهم وللبرامج التغييرية والاصلاحية التي يطرحونها، مع التحفظ على بعضها الآخر إلّا أنّي كتوافقية لا أوافق على سياسة المعارضة المطلقة.

لذا، إني خارج السباق الانتخابي لدورة 2022، وأشكر من قلبي كلّ من دعمني فرداً فرداً عن كثب، وأشكر حركة الشعب وخاصة قسم البقاع برئاسة السيد محمد المصري على الموقف عينه بإبداء كل الدعم لترشحي كمستقلة صديقة للحركة، واشكر التنظيم الشعبي الناصري والمؤتمر الشعبي برئاسة كمال شاتيلا على موقف الأخوة الناصريين الداعم لخطوتي، كما أقدّم شكري وامتناني للمستقلّين والحزبيين وفعاليات وابناء وبنات واهالي بعلبك الهرمل من مختلف القرى والمذاهب على الدعم الجاد والدؤوب الذي ما برحوا يقدمونه لي ومنذ الدورة الانتخابية الماضية".

وأضافت: " أذكركم أنّي لم أنسحب من السباق الانتخابي، ولم أتخلَّ عن اهل بعلبك الهرمل الذين وضعوا ثقتهم بي، ولم أفرّط في المقعد الماروني بحجج وذرائع طائفية، وأشكر الله عزّ وجلّ أنه حمّلني ايضا أمانة الدفاع عن حق المرأة السياسي وإثبات صمودها وقدرتها على المشاركة بمعارك صنع القرار، لذا الاستسلام ليس من طباعنا، فلم نستسلم، والاستزلام تركناه للوصوليين من الذكور، سأكمل النضال كامرأة، مع زميلاتي المناضلات في العالم لنثبت أنّ جريمة ختان النساء المنبوذة والمُعاقبة دولياً تساويها خطورة وخطيئة وجرماً في عالم السياسة والاجتماع، ختان افواه النساء في دول الحكم المتخلّف".

ورأت مرهج، أن "في لبنان المتقدّم، إنّ التمييز الجندري متأصّل في نفوس المنظومة السياسية باسم العادات والتقاليد تارةً وخطورة طوارئ المرحلة طوراً، وكأنّ المرأة في السياسة عاجزة، أو وجودها للعمل على طاولة واحدة مع الرجل عورة، هنا في بلد الحضارات، لا تطبيق للمساواة الجندرية الدستورية وقانون الكوتا النسائية كخطوة مؤقتة مرحلية لا يمرّ؛ ما يُبعد المرأة عن المشهد السياسي، أمّا دعايات تمكين النساء فتلعلع في كلّ المشاريع الانتخابية ومنذ عقود حبراً على ورق وهروباً إلى الأمام من مسؤولية حكم الشعب عن تغييب وإضعاف المرأة".

وتابعت: "لكن، لا مفرّ من حكم ربّ العباد والله لا يفرّق في حكمه على الأفعال الجرمية بين عبيده، وهو الحكيم العادل، وإنّ مَن يقف في الأرض سدّاً أمام رسالة الله في خلقه، إنّما سراط الله ما يسدُّ، وله عقاب شديد، وشكرا من قلب القلب الى كل من يقف الى جانبي في مشروعي السياسي الوطني ويسعى معي ويتعب، أفراداً وجماعات على امتداد الوطن وفي الإغتراب، واعذروني إن خابت آمالكم في هذه الحقبة من هذا الزمن الرديء، ولنتذكر سوياً أنّ للحقّ ألف جولة.، وعسى أن يكون القادم من الايام أفضل على بعلبك الهرمل ولبنان عموماً، وكما علّمنا مار مارون: "مَن يستطيع أن يجلس ليرتاح فيما دمّ يسوع المسيح يتساقط على الجلجلة!؟" سنقاوم، وإنّي لا أبغى من المقاومة لا مناصب ولا مالاً ولا جزاءً ولا شكورا، أريد أن نبني معاً والناس، كلّ الناس وطناً فَرِحاً يليق بالنصر".