بيّنت استطلاعات الرأي التي أجريت في عدد من المناطق ذات الغالبية الدرزية، أن هناك تأييداً واسعاً نسبياً لخيار المجتمع المدني. وأظهرت الدراسات أن معظم المؤيدين آتون من خلفية إشتراكية، وانهم كانوا تدرّجوا في الحزب "التقدمي الاشتراكي"، ولعبوا ادواراً في "منظمة الشباب التقدمي"، او قطاعات الطلاّب في الحزب المذكور. وأكدت الدراسات ان عدداً من الناشطين في "قوى التغيير" كانوا شاركوا في الحملات الانتخابية لمرشحي "التقدمي" في دوائر: البقاع الثانية(البقاع الغربي- راشيا)، جبل لبنان الثالثة(بعبدا)، وجبل لبنان الرابعة(الشوف-عاليه) خلال الانتخابات النيابية الماضية.

فما هو سبب الإندفاعة الشبابية الدرزية نحو "قوى التغيير"؟

يقول مراقبون "إنّ مجموعات شبابية نمت على الافكار الثورية والاشتراكية داخل الحزب التقدمي، لكنها لم تطبّق النظريات التي ظهّرها في مؤلفاته مؤسس الحزب الراحل كمال جنبلاط، وعندما حصلت "ثورة 17 تشرين" وجد هؤلاء انفسهم في وسط بيروت امام تطبيق النظريات الثورية".

واذا كان خيار تأييد "قوى التغيير" انتخابياً تراجع عند مختلف المكونات والدوائر في لبنان، فإن نتائج استطلاعات الرأي اظهرت ثبات المجموعات عند الدروز، استعداداً لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، رغم تعدد اللوائح الانتخابية.

وتتحدث المصادر عن خشية "التقدمي" من نيل مرشحي المجتمع المدني ارقاماً وازنة في الانتخابات، خصوصاً ان "قوى التغيير" تقلق مرشح الحزب الاشتراكي في البقاع الغربي- راشيا النائب وائل ابوفاعور بوجود لائحة "سهلنا والجبل"، وتُزعج المختارة في الشوف - عاليه، في ظل وجود منافسة ساخنة بين لائحة الاشتراكي والقوات من جهة و لائحة الديمقراطي والتوحيد والوطني الحر من جهة ثانية.

فهل هذا هو السبب الذي دفع "التقدمي" لإعطاء توجيهاته بإزالة "خيمة الثورة" في بعقلين، لإنهاء المظاهر الثورية؟

الجواب يمكن استنتاجه من سؤال يردّده ناشطون في منظمات المجتمع المدني على وسائل التواصل الاجتماعي: ازلتم الخيمة رغم وجود خمس لوائح انتخابية للمجتمع المدني، فماذا كنتم لتفعلون لو تم تأليف لائحة واحدة لمواجهة لائحتكم في الانتخابات النيابية؟