منذ ما قبل إقفال باب تسجيل اللوائح الإنتخابيّة، يوم الاثنين الماضي، كانت العديد من المؤشّرات تظهر أن المعركة الفعليّة ستكون شبه محسومة في معظم الدوائر، الأمر الذي تأكد بشكل كبير بعد الإنتهاء من هذه المرحلة.

في هذا السياق، قراءة الواقع في مختلف الدوائر تظهر أن هناك معركة شبه محسومة في دائرتين: الجنوب الثانية والجنوب الثالثة، بسبب ظروف المعركة فيهما، بينما المنافسة في 7 دوائر أخرى لا تتخطى المقعد الواحد، فما هي هذه الدوائر وما هو واقعها المبدئي؟.

بعلبك الهرمل

في هذه الدائرة، كان تحالف "حزب الله" و"حركة أمل" قد فاز، في الدورة الماضية، بـ8 مقاعد نيابية من أصل 10، بينما فازت اللائحة المدعومة من حزب "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل" بمقعدين.

في الدورة الحالية، تختلف الظروف إلى حدّ ما، نظراً إلى أنّ اللائحة الأولى ضمت إلى جانبها "التيار الوطني الحر"، الذي ذهب إلى تأليف لائحة في العام 2018، بينما خسرت الثانية تحالفها مع "المستقبل" والنائب السابق يحيى شمص، ما يرجح أن تنحصر المعركة في السعي إلى الفوز بمقعد نيابي واحد.

صيدا جزين

في الدورة الماضية، نجح تحالف "الوطني الحر" مع "الجماعة الإسلامية" وعبد الرحمن البزري بالفوز بمقعدين من أصل 5، الأمر نفسه حصل مع لائحة إبراهيم عازار وأسامة سعد (مدعومة من الثنائي الشيعي)، بينما نجحت لائحة بهية الحريري بالفوز بمقعدها.

اليوم تبدلت الصورة على نحو كبير، نظراً إلى أن "المستقبل" غير مشارك، بينما قرر سعد عدم التحالف مع الحزب والحركة، في حين أن "التيار" يفتقد إلى تحالفاته الماضية، أما "القوات"، الذي لم يفز بأي مقعد في العام 2018، نجح في نسج تحالف قوي مع المرشح يوسف النقيب، ما يرجّح فوز كل لائحة من اللوائح الأربعة الأساسية (سعد والبزري، التيار الوطني الحر، عازار، القوات والنقيب) بمقعد نيابي، على أن تكون المنافسة على المقعد الخامس.

البترون-الكورة-بشري-زغرتا

في هذه الدائرة تكتسب المعركة على 10 مقاعد نيابية أهمية خاصة، بسبب إرتباطها بالمنافسة على رئاسة الجمهورية. لكن من حيث المبدأ، لائحتا "القوات" و"المردة" تضمنان فوز كل منهما بـ3 مقاعد، بينما تتنافس لائحتي "الوطني الحر" والنائب ميشال معوض و"الكتائب" ومجد بطرس حرب على الفوز بمقعدين (مقعد مضمون لكل منهما)، وبالتالي المنافسة الأساس ستكون بالحد الأقصى على مقعدين، واحد منهما من الممكن أن يذهب إلى لائحة "شمالنا" التي تمثل المجتمع المدني.

المتن

ما ينطبق على كسروان وجبيل ينطبق على هذه الدائرة، بالنسبة إلى تبدّل التحالفات، لكن على مستوى النتيجة المتوقعة من الممكن الحديث عن وجود 3 لوائح تتنافس على الفوز بمقعدين من أصل 7: لائحة "الوطني الحر"، لائحة "الكتائب"، لائحة "الطاشناق" و"القومي" وميشال الياس المر، بينما تضمن لائحة "القوات" الفوز بمعقد نيابي.

وبالتالي المنافسة ستكون على مقعدٍ واحد، من الممكن أن يذهب من لائحة إلى أخرى، في حال لم تنجح اللوائح الثلاث التي تنافس على مقعدين في الوصول إلى الحاصل الثاني، اذا تفوقت عليها لائحة أخرى على مستوى الكسر الأكبر.

بعبدا

هذه الدائرة قد تكون الأسهل على مستوى رسم السيناريوهات المتوقعة، نظراً إلى أن المنافسة الأساس هي بين لائحتين: لائحة "الوطني الحر" و"الثنائي الشيعي"، التي تضمن الفوز بـ3 مقاعد من أصل 6، ولائحة "القوات" و"الاشتراكي" و"الأحرار"، التي تضمن الفوز بمقعدين، بينما المقعد السادس من الممكن أن يذهب إلى أيّ منهما ضمن لعبة الكسر الأكبر، عند إحتساب الحاصل الثاني، أو إلى لائحة أخرى تنجح في الوصول إلى الحاصل الأول.

البقاع الغربي وراشيا

في هذه الدائرة تبدو اللائحة التي تضم تحالف "حزب الإتحاد" و"حركة أمل" و"التيار الوطني الحر" ونائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي وحركة "النضال" هي الأقوى، نظراً إلى أنها تضمن الفوز بـ3 مقاعد وتسعى إلى الفوز بالرابع، في حين تضمن اللائحة التي تضم تحالف "الإشتراكي" و"الجماعة الإسلامية" والنائب محمد القرعاوي الفوز بمقعدين وتسعى إلى الفوز بالثالث.

ما تقدم، يعني أن هناك 5 مقاعد من أصل 6 شبه محسومة، بينما المقعد السادس من الممكن أن يذهب إلى أيّ من اللائحتين، أو إلى لائحة ثالثة تنجح بالوصول إلى الحاصل الإنتخابي.

الشوف وعاليه

في الدورة الماضية، توزعت المقاعد على لائحتين: 9 مقاعد للائحة "الاشتراكي" و"القوات" و"المستقبل" مقابل 4 مقاعد للائحة "الديمقراطي" و"الوطني الحر"، بينما كانت لائحة "التوحيد" قريبة جداً من الوصول إلى الحاصل. في الدورة الحاليّة، تتأثّر هذه الدائرة بمجموعة من المعطيات الجديدة: غياب "المستقبل"، انضمام "التوحيد" والوزير السابق ناجي البستاني إلى لائحة "الوطني الحر" و"الديمقراطي اللبناني".

هذا الواقع يعني أن هناك 7 مقاعد شبه مضمونة للائحة "الاشتراكي" و"القوات"، بينما هناك 5 مقاعد شبه مضمونة للائحة "الوطني الحر" و"الديمقراطي" و"التوحيد"، وبالتالي المنافسة تكون على مقعد واحد من الممكن أن يذهب إلى لائحة ثالثة في حال نجحت بالوصول إلى الحاصل.