كان يمكن لمجموعات "قوى التغيير" أن تحقّق نتيجة انتخابية ناجحة في ​دائرة جبل لبنان الثالثة​(بعبدا)، لكن تشتّت المجتمع المدني في اربع لوائح أبعد امكانية تحقيق فوز نيابي لقوى التغيير في هذه الدائرة، بإعتبار ان توزّع الناخبين بين لوائح عدّة سيطيح بفاعلية الاصوات، ويقلّل من نسبة المشاركة بالإنتخابات المقبلة، فتستفيد الاحزاب والقوى التقليدية.

تتنافس سبع لوائح انتخابية في بعبدا، اثنان منها للقوى السياسية:

"الوفاق الوطني"، هي لائحة تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة امل والحزب الديمقراطي اللبناني.

"بعبدا السيادة والقرار"، هي لائحة تحالف القوات والحزب التقدمي الاشتراكي والاحرار.

بينما تم تأليف خمس لوائح لمستقلين ومعارضين وقوى مجتمع مدني:

"بعبدا التغيير" وهي لائحة غير مكتملة وتضم وجوهاً فاعلة في "قوى التغيير".

"قادرين" غير مكتملة ايضاً، وهي لائحة "مواطنون ومواطنات في دولة".

"بعبدا تنتفض" التي يخوض معركتها حزب "الكتائب" بشكل مباشر، وهي تضم ايضاً وجوهاً مستقيلة من الوطني الحر، ابرزهم نعيم عون.

"نحن التغيير" وهي الاقل عدداً، وتتألف من ثلاثة مرشحين.

"معاً نستطيع" وهي لائحة مستقلين.

اذا كانت نتائج استطلاعات الرأي التي اجراها مركز الاستشراف الاقليمي للمعلومات، اظهرت امكانية فوز المجتمع المدني بمقعد نيابي في هذه الدائرة، فمن سيختار اصحاب خيار "قوى التغيير"؟

لا يمكن الجزم، سوى ان لوائح المجتمع المدني تتسابق فيما بينها للوصول الى الحاصل، بإعتبار ان البلوكات الحزبية في دائرة جبل لبنان الرابعة ستصبّ في لائحتين:

مناصرو تحالف "الوطني الحر" و الثنائي الشيعي والحزب الديمقراطي يستطيعون حجز ثلاثة مقاعد في هذه الدائرة. مما يعني امكانية خسارتهم لمقعد واحد.

بينما يقدر تحالف القوات والاحرار والتقدمي على حجز مقعدين. ليبقى السباق على المقعد السادس. لمن سيكون؟

بالارقام، ان نسبة الاقتراع ستحدّد هوية الفائز بالمقعد السادس، وفي حال تكررت نسبة المشاركة التي حصلت عام 2018: 48%. فإن الحاصل الانتخابي الاول سيلامس 14000 صوت.

امام تشتّت لوائح "قوى التغيير" ودخول حزب الكتائب بشكل مباشر لصالح "بعبدا تنتفض"، يصعب حصر الاقتراع لصالح لائحة واحدة، بإعتبار ان كل لائحة تدّعي انها هي التغيير والمجتمع المدني. ولكن في حال فشلت لوائح القوى التغييرية في الوصول الى الحاصل الانتخابي، فإن الكسر الأعلى الذي ستناله اي من لائحتي "الوفاق الوطني" و "بعبدا السيادة والقرار"، يمكن ان يفرض هوية المقعد السادس.

إستناداً الى نتائج انتخابات 2018 فإنّ لائحة تحالف الوطني الحر والثنائي الشيعي نال 40669 صوتاً، بينما نالت لائحة التقدمي والقوات 26500 صوتاً، اي بفارق 14000 صوت.

واظهرت نتائج استطلاعات الرأي تراجعاً للفريقين لصالح خيار المجتمع المدني، لكن التفوق سيبقى لصالح تحالف الوطني الحر والثنائي الشيعي، خصوصاً في حال استطاع "حزب الله" رفع نسبة الاقتراع في بيئته.