لم يستطع رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة التحكّم بالناخبين السنّة، لا بالذين كانوا يدورون في فلك تيار المستقبل، ولا بالمستقلّين، خصوصاً في ​دائرة بيروت الثانية​.

تحل نكبة السنيورة الانتخابية في هذه الدائرة بشكل اساسي، حيث تعاني لائحته "بيروت تواجه" أزمة منشأها تبنّيه لتلك اللائحة. لا يتجاوب ناخبو بيروت مع مرشحيها، لا بل يرددون عبارات السخط ضد راعيها.

ومن هنا يعاني اعضاء لائحة "بيروت تواجه" الذين يستعيدون المشاهد الانتخابية لمحطّات عام 2018، فلا يجدون اي مجال للمقارنة، في وقت ينصرف البيارتة الى خيارات انتخابية اخرى:

- توجه مناصري المستقبل لعدم المشاركة بالاقتراع او استخدام الورقة البيضاء، وهم ينتظرون اشارة زرقاء.

- رغبة في الاقتراع للوائح مستقلين غير تقليديين ولا علاقة لهم بالحريرية السياسية، ومن هنا يتقدّم خيار لائحة "بيروت بدها قلب" التي جرّب البيارتة رئيسها النائب فؤاد مخزومي طيلة سنوات مضت. فأظهر حضوره ثباتاً سياسياً، وخدماتياً، في عز الازمة اللبنانية. ويُتوقع ان يترجم الناخبون البيارتة خيارهم السياسي المستقل والفاعل الى جانب "بيروت بدها قلب" التي تضم مرشحين فاعلين في المجتمع البيروتي.

- توجه مناصري "8 اذار" لاختيار لائحتي "الثنائي الشيعي" و جمعية المشاريع الاسلامية.

- تشتّت مؤيدي منظّمات المجتمع المدني في لوائح عدة، مما يضعف امكانية تثبيت حضورهم الانتخابي.

وعليه، يمكن رصد تلك التوجهات في شوارع واحياء بيروت التي كان السنيورة يعتقد انها ستهب الى مؤازرة خياره، لكنها تتعامل معه انطلاقاً من عنصرين:

- خيانة رئيس تياره(الحريري).

- آت من خارج بيروت للتحكّم بخياراتها.

هذا ما يولّد الاحباط عند مرشحي لائحة السنيورة الذبن يلمسون عدم تفاعل الناخبين معهم.