في إنتخابات العام 2018 بلغ عدد الناخبين الشيعة المسجلين على لوائح الشطب 5283 ناخباً في منطقة المتن، يومها إقترع منهم 2222 وقد توزعت أصواتهم على الشكل التالي: الحصة الأكبر كانت لمرشح حزب الطاشناق على لائحة ​التيار الوطني الحر​ النائب هاغوب بقرادونيان الذي حصل على 800 صوت. النائب الراحل ميشال المر حلّ ثانياً بـ351 صوتاً، مرشح التيار ​إدي معلوف​ حصد 350 صوتاً وحصل زميلاه على اللائحة الياس بو صعب وابراهيم كنعان على 162 صوتاً للأول و135 صوتاً للثاني مقابل 134 لحليفهما على اللائحة أي مرشح الحزب القومي السوري غسان الأشقر.

في المقابل لم تتخطّ حصة رئيس حزب الكتائب من المقترعين الشيعة الـ134 صوتاً وكذلك حصّة مرشح القوات اللبنانيّة إدي أبي اللمع الـ100 صوت فقط.

وفي مقارنة سريعة بين لوائح شطب إنتخابات العام 2018 وتلك التي صدرت عن وزارة الداخلية والبلديات لإنتخابات العام 2022 يتبين أن عدد الناخبين الشيعة المسجلين إرتفع من 5283 الى 5713 أي بزيادة 430 ناخباً.

فلمن ستقترع أكثرية هؤلاء في الخامس عشر من أيار المقبل؟ وكيف سيكون تأثير أصوات الشيعة على نتيجة المتن ككل، وتحديداً على المقعدين الذين تدور عليهما المعركة الطاحنة بشكل فعلي، المقعد الماروني الرابع والمقعد الكاثوليكي إذا قررت قيادة التيار خوض مغامرة إدي معلوف بوجه مرشح القوات عن المقعد ذاته ملحم رياشي؟.

في قراءة للأرقام، وإذا جمعنا أصوات بقرادونيان الـ800 مع أصوات معلوف الـ350 وأصوات بو صعب 162 مع أصوات كنعان الـ135 يضاف اليها أصوات غسان الأشقر حليف التيار الـ134 نصل الى أن 1581 ناخباً من أصل 2222 إقترعوا، أعطوا أصواتهم للائحة التيار وحلفائه في المتن مقابل 351 للائحة المر و234 للقوات والكتائب.

أكثرية الـ1581 تؤيّد ​حزب الله​ وقد صوّتت بقرار واضح من الحزب، وهي كانت واضحة بدعمها للتيار الوطني الحر. وأقلّية الـ351 تؤيّد حركة أمل وهي دعمت الراحل ميشال المر، أما الأصوات الـ234 التي حصلت عليها لائحتا القوات والكتائب فتعود لمعارضي الثنائي الشيعي.

توزيع الأصوات على هذا الشكل من المرجح جداً تكراره في المتن الشمالي في دورة العام 2022 لماذا؟.

لأنّ التيار الوطني الحر متحالف في كل الدوائر المشتركة مع حزب الله، ولأنّ الحزب سيدعم التيار وهذا ما تبلّغته القيادة في ميرنا الشالوحي. ولأن أصوات أمل ستذهب لميشال الياس المر حفيد صديق رئيس المجلس النيابي نبيه بري أي ميشال المر الجدّ، ولأنّ معارضي الثنائي سيوزعون أصواتهم على لائحتي الكتائب والقوات.

كتلة اصوات حزب الله في المتن والتي تفوق الـ1600 صوت في إنتخابات العام 2022، يمكن للتيار الوطني الحر أن يستفيد منها على مستويين وهو أمر لم تحسمه القيادة بعد كي تبلغ قيادة الحزب:

إما بتجييرها كاملة لصالح إدي معلوف إذا قرّر رئيس التيار النائب جبران باسيل خوض معركة إسقاط مرشح القوّات في المتن، الأمر الذي يجعل مجموع أصوات معلوف يرتفع حكماً من 5961 صوتاً نالها في العام 2018 الى 7561 صوتاً على أن تتكفّل قيادة التيار بتأمين ما يحتاجه معلوف بعد من أصوات، وتقدّر بحوالى 3500 صوت كي تصل أصواته الى ما يزيد عن الـ11000 صوت لضمان كسر رياشي، علماً أن مرشح القوّات إدي أبي اللمع نال في العام 2018 8922 صوتاً، وفي أحسن أحوال القوات لن تتمكن من رفع هذا المجموع لصالح رياشي بأكثر من 2000 صوت ما يجعله يحصل على حوالى 10922 صوتاً.

وإما بإعطائها للمرشح على لائحة التّيار نصري لحود كي ترفع من حظوظ فوزه بالمقعد الماروني الرابع عبر الكسر الأعلى، هذا إذا لم تقرر قيادة التيار خوض معركة معلوف وتركت الفوز يذهب لكل من كنعان وبو صعب مراهنة على الفوز بمقعد ثالث عبر الكسر الأعلى.

فهل يفعلها باسيل ومن خلفه الرئيس ميشال عون ويقرران خوض مغامرة إسقاط القوات في المتن؟.

كل شيء وارد لكن ما من شيء محسوم بعد.