أتوجه لمن توالوا على سدّة المسؤولية في ​لبنان​، سائلاً إياهم هل سيحدثون تغييرًا في مواقفهم؟ وهل هذا التغيير سيكون ملحوظًا؟ وهل هو لصالح الشعب والوطن؟ سخرية القدر أنّ طبقة سياسية مُفْسِدة تحكُم تحت جنح الظلام بنسبة 41%، وبمباركة دولية. وضع لبنان في حالة الغياب عن الوعي، وصرخة الشعب وأنينه لم تصل إلى أذن حُكام لبنان، فقد مات ضميرهم ولم يبقَ لنا سوى تقبُّلْ العزاء بموجب رقيم بطريركي يتضمّن فشل السياسيين وفشل المقاربات المطروحة منذ سنوات، وبموجب حجّة يُصدرها سماحة مفتي الجمهورية، مُرفقة بحجج من قبل سائر الطوائف لُنعمِّم الموت السريري لوطن تحكمه طبقة سياسية فاسدة.

إنتقلتْ الجمهورية إلى مصافي الأموات حيث يرقد الضمير والحق، وأصبحت ذكرى الشهامة الوطنيّة في غير مكان، ماتت الرجولة وشُيِعَتْ إلى مثواها الأخير، وحُمِلتْ بأيدي أنصار السياسيين معلنة نتيجة خجولة لمجلس يحكم بالعار وبواسطة المصالح الخاصة و"قطّعلي حتى قطّعلك، وشو بدكن بالشعب وبحقوقو، نحنا مِنْدَولْبو..." جفّت الكرامة في شرايين المسؤولين، ولن يبقى سوى الكذب والعار والمصير الأسود أمام من ألزموا على البقاء في لبنان، جميع المسؤولين علمانيين وروحيين شهود زور على قتل ​الشعب اللبناني​، ويا ويلكم من يوم الحساب أيُّها الكفرة.

أعرف وأدركُ تمامًا أنّ من أقصدهم لا يُبالون بمضمون وجعي ووجع المواطن اللبناني، لن تصل إليهم صرخة الحق التي أطلقها بالإنابة عن شعبٍ مظلوم كل يوم يُراجع ويئن ويبكي من الجوع و​البطالة​ والوجع. حُكام لا يجلسون أصلاً أمام قوس الحق، فتلك الأقواس هي للشرفاء وليست لهم. حُكام يثرثرون يتنّدرون ويكذبون، يتلوّنون يُبايعون يُسايرون يتراخون، يرون الشعب حافٍ يتطاولون على كرامات الناس، يعقدون الصفقات من تحت الطاولة و​المجتمع الدولي​ ساكت متغاضٍ عن أبشع جريمة تحصل في يومنا هذا. حُكام يسمعون عن الحرية ولا يدرون معناها الأصلي لأنه وُلدوا عبيدا ولقطاء سياسة... حُكام يسهرون في حانات وما أدراكم ما في داخلها، يلعبون القمار على نوعين، يجولون العالم بطائرات خاصة والشعب ليس بإستطاعته تأمين لقمة عيشه... واقعة أخجل كلما فكّرت بها ولكن ضميريًا عليّ سردُها، أتاني زائر الأسبوع الماضي كالعادة طالبًا مني دعم فريق رياضي، وبعد نقاش لبيّتُ طلبه، وإستأنس بضيافتي لِيُخبرني أنه "شاهد أحد المسؤولين وذكر اسمه لا بل أطلعني على صورة في حوزته (والمجالس بالأمانات)، ينثر أوراقًا نقديّة فوق جسد راقصة في أحد ​الملاهي الليلية​..." بينما شعبه يموت جوعًا وصيتُ منطقته يعُجُ ب​الفقر​ والحرمان.

المسؤولون في لبنان يا شعبي المسكين يبيعون ثروتك بأبخس الأثمان عبر لجان شكّلوها على قياسهم، ليعودوا لشرائها من مال خزينتك التي تُغذّيها بعرق جبينكَ. المسؤولون عندنا يا شعبي المسكين لا يعرفون شيئًا عن العدل علمًا أنّه أساس المُلك، المسؤولون عندنا يا شعبي المسكين لا يعرفون إلاّ تركيب الملفات وزج الجيش في الصراعات الداخلية. المسؤولون عندنا يا شعبي العظيم لا يعرفون إلاّ مصادرة حقوقنا وأملاكنا وأموالنا وجنى عمرنا. المسؤولون يا شعبي المسكين لا يعرفون البطولة هم جماعة جبناء أقل ما يُقال عنهم إنهم خبثاء بلا ضمير.

وطني لبنان حبيبي ربّي حاضن رفات أهلي وقدّيسي لبنان، ها أنا أمضي قسريًا عمري في أرض الغربة بعيدًا عنك وطوال هذه الفترة أبحث عن الحرية، ولم أجدها للأسف. لقد أسدل الستار عن الحقيقة وها هي مجموعة الـ41% تحكم خلافًا للأصول الديمقراطي، تتناتش السلطة، الحرية يا وطني لبنان صودرتْ والحياة بلا حرية تعني الزوال والهوان. نعم لقد فقدناك يا وطني وأصبحنا نحن وأنتَ أسرى بأيدي من لا يعدلون ولا يرحمون. وطني لبنان في مهب الريح ، وليس لنا إلا على الله الإتكال.