نقلت صحيفة "​نيويورك تايمز​"، عن وزير الدفاع الإسرائيلي ​بيني غانتس​، تأكيده أن "إسرائيل تتعاون مع دول في الشرق الأوسط لمواجهة التهديدات العسكرية ال​إيران​ية". وأوضح أن "بلاده جزء من شراكة عسكرية إقليمية لمواجهة إيران"، فيما ينظر إليه على أنه مثال جديد على تعاون إسرائيل المتزايد مع بعض الدول العربية وتعديل التحالفات في المنطقة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن "أعضاء المبادرة الجديدة التي يطلق عليها اسم "تحالف الشرق الأوسط الدفاعي الجوي” يعملون مع ​الولايات المتحدة​ ضد الصواريخ الإيرانية والطائرات بدون طيار". وذكر غانتس في حديثٍ لأعضاء البرلمان الإسرائيلي الذي حله نفتالي بيينت تحضيرا لانتخابات جديدة، أن “البرنامج فاعل ونجح في اعتراض محاولات إيرانية لمهاجمة إسرائيل ودول أخرى".

وكانت "نيويورك تايمز" قد كشفت عن المبادرة الجديدة في آذار، والتي تعتبر نتيجة للتقارب الدبلوماسي التي أدت لاتفاقيات تطبيع مع دول عربية قبل عامين تقريبا.

وأوضحت الصحيفة، أن "إسرائيل التي ظلت منبوذة من الدول العربية لعقود، بدأت بتشكيل علاقات في آب 2020 مع أربع دول عربية بما فيها ​الإمارات​، بوساطة من إدارة دونالد ترامب"، وتعلق أن "التحالف الدفاعي الجوي يعطي صورة عن السرعة التي تحركت فيها بعض العلاقات من الرمزية إلى الجوهر. وتكشف عن تحول الخطر الإيراني إلى قضية تقض مضاجع بعض القادة العرب أكثر من حل مباشر للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، وإنهاء احتلال الضفة الغربية".

وحتى عام 2020، ظلت الدول العربية باستثناء ​الأردن​ و​مصر​ ترفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل إلا في حالة تسوية النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. ومع مرور الوقت، ساعدت الفرص الاقتصادية والمنافع الأمنية في فتح علاقات كاملة مع إسرائيل، إلى تراجع هذا الموقف.

ولفتت "نيويورك تايمز"، إلى أن "إيران هي المثال الأوضح عن المصلحة المشتركة، فقد قادت المخاوف من البرنامج النووي الإيراني إلى جانب دعم الإيرانيين لجماعات وكيلة لهم في غزة ولبنان والصحراء الغربية واليمن، إسرائيل والبحرين والمغرب والإمارات لتقوية التعاون العسكري".

ولم يكشف المسؤولون الإسرائيليون عن دول بعينها مشاركة في التحالف، غير الولايات المتحدة. ولم تؤكد دول شرق أوسطية أخرى مشاركتها. إلا أن غانتس تحدث عن "تفاصيل أخرى سيكشف عنها أثناء زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكل من ​السعودية​ وإسرائيل، في الشهر المقبل".

وبدون التحالف، هناك تعاون عسكري من نوع ما بين إسرائيل ودول عربية. ووقّعت إسرائيل مع البحرين والمغرب اتفاقيات مبدئية بشكل يجعل التنسيق العسكري أسهل. وحضر قائد سلاح الجو الإماراتي مناورة عسكرية جوية قادتها إسرائيل في تشرين الأول، مما كشف عن العلاقات العسكرية المتنامية بين البلدين. وبشكل منفصل، افتتحت إسرائيل مكتب تنسيق عسكريا في البحرين بهدف مكافحة القرصنة.

وذكرت الصحيفة، أن "التحالف الدفاعي الجوي الجديد عمل على إسقاط مسيرة إيران أطلقت من العراق باتجاه إسرائيل، حسب مسؤول عسكري إسرائيلي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته. ويعمل أعضاء التحالف الجديد على تطوير نظام اتصالات يسمح لكل دولة بمشاركة تحذير للدول الأخرى حول الطائرة المسيرة القادمة من إيران أو جماعاتها الوكيلة".

وتخشى الإمارات مثل إسرائيل من ألّا يؤدي إحياء الإتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران لوقف النشاطات الإيرانية الأخرى خارج حدودها. وتخوض إيران وإسرائيل حرب ظل منذ سنوات، وتصاعدت في الأسابيع الماضية من خلال سلسلة اغتيالات وهجمات داخل إيران، وتحذير إسرائيلي من عمليات اختطاف لإسرائيليين في ​تركيا​. وضربت إيران وجماعاتها الوكيلة جارتيها السعودية والإمارات. ففي بداية العام الحالي، استهدفت حركة الحوثي مواقع في الإمارات والسعودية، مما زاد من الرغبة في بناء تشكيل دفاعي مع إسرائيل.

ويأتي التحالف الدفاعي بعد صفقة كبيرة بين الإمارات وإسرائيل في أيار، التي في حالة تم تثبيتها، فستغطي نسبة 96 بالمئة من التجارة المتبادلة، وسيكون أكبر اتفاق من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية. وكإشارة عن دفء العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، عُقدت أول قمة يحضرها مسؤولو أربع دول عربية في النقب في آذار.