عاشت"وجود"حياتها بطريقة عادية جداً، فهي لم تكن تدرك أن مشاكل الحياة طبعتها بشكل كبير، حتى وصل يوم شعرت بآلام فظيعةفي معدتها فقصدت المستشفى ليتبيّن أن سبب كلّ هذه الآلام هو إرهاق نفسي أو Stress.

تخبر وجود بطلة رواية "حياتي الثانية" للإعلامية رندلى جبور صديقتها بالقصة، فتطلب الأخيرة منها إستشارة معالج نفسي لأنّ ذلك سيؤدّي الى مشاكل كبيرة بحال لم تتدارك الأمر وأعطتها رقم المُعالِجة. تعيش وجود صراعاً كبيراً بين أنها ليست مريضة ولا تحتاج الى زيارة اخصائية في علم النفس ومن جهة ثانية تسأل نفسها، لما لا، حتى ولو لم يكن لديها مشاكل كبيرة فهذا الأمر أو هذه الزيارة ستساعدها على إكتشاف نفسها بشكل أفضل.

اتخذت وجود القرار وذهبت الى المعالجة النفسية وبدأت تخبرها في كلّ جلسة عن شيء معيّن بحياتها ومع العلاج بدأت باكتشاف نفسها أكثر، بعدها سافرت المعالجة قبل أن تنهيالصبيّة علاجها لكن استشارة الاخصائية غيرت حياتها واصبحت تنظر الى الامور بطريقة مختلفة، حتى إنها إنتقلت الى عمل جديد وتزوجت وصنعت حياتها.

هذه القصّة تنطبق على كثيرين في الحياة اليوميّة، فهناك أشخاص يواجهون مشاكل أصعب بكثير ولا يدركون أهمية إستشارة معالج. من هنا تشرح الاخصائية في علم النفس فابيين معلوف أنه "يجب أن يكون لدى الإنسان التوازن بالحياة بين العاطفة والتفكير المنطقي والعلاقات الإجتماعية، وهذا يشمل الأصدقاء والعائلة وليس فقط العلاقات الغرامية"، مشيرة في نفس الوقت الى أن "الشخص يجب أن يكون منتجاً ويقوم بواجباته وعندما تختلّ أي ناحية من هذه النواحي بطريقة أنها تعيق سير حياة الانسان فيجب أن يلجأ الى المعالج النفسي".

التأثير السلبي لمشاكل "الدماغ"

تشرح فابيين معلوف عبر "النشرة" أن "داخل الدماغ عدّة أجزاء، واحدمسؤول عن المشاعر، وآخر عن الأفكار وثالث عن الذكريات القديمة وأخيرا جزء مسؤول عن إتخاذ القرار"، مضيفة: "هؤلاء جميعا موجودون وفعليا المشاعر والأفكار يشكّلون مشكلة، وإذا عمل الدماغ بطريقة خاطئة قد يؤثر على الانسان بطريقة سلبيّة وهو يحتاج الى معالجة، الفارق مثلا أن الكلية عندما تعمل بطريقة خاطئة تترك إشارات على الجسد وتفرض على المريض استشارة الطبيب، لكن الدماغ ليس كذلك"، من هنا وبحسب فابيين "عندما نرى أن تصرفاتنا وطريقة تعاطينا في الحياة اصبح فيها خلل معيّن مثلا أننا لم كأن نكون غير منتجين أو مثلا شخص لا يريد أن يرى الشمس أو يستحمّ، فهذا انذار،ويجب أن ينتبه الانسان أنه يجب أن يعالج المشكلة الموجودة في دماغه وذلك عبر اللجوء الى معالجة نفسية".

قصة ريتا...

لريتا قصة أخرى، هي التي تزوجت من رجل بعد سنوات من الحب، وبعد الزواج بدأت المشاكل بين الزوجين فقاما باستشارة معالج ليتبين أن الزوجة مصابة بمرض نفسي يستوجب العلاج، رفضت الزوجة وعائلتها الامر وسارت في حياتها متناسية قصّة المشكلة النفسية، فتركت خلفها ولدان مع امراض مزمنة بعمر مبكر ووصلت وزوجها الى الطلاق. هنا ترى فابيين معلوف أن "مشاكل الانسان كثيرة، والافادة من زيارة المعالج النفسي موجودة بشكل عام وخاص مهما كان الهدف، فكما نذهب الى الطبيب لمعالجة مشكلة الكلى يجب أن نعالج مشاكل الدماغ لدى المعالج النفسي لأنّه هو أهم عضو في الجسد وقادر أن يوقف القلب عن النبض ويموت الانسان".

العلاج النفسي و"الراحة"

تشرح فابيين معلوف أن "اللافت في موضوع استشارة المعالج النفسي أن لدى الانسان عادات تكون في بعض الاحيان سلبيّة ولكن لا يتنبه لها، ويصبح متعايشا معها، وعندما يستشير الاخصائي أو المعالج ليعمل على هدف معيّن إجمالاً تتغيّر عادات سلبيّة له كانت غير واضحة، وبالتالي ينتهي المريض من العلاج "مرتاحا" ويدرك كيف يعمل دماغه".

في المحصّلة وبعد العلاج النفسي يصبح الإنسان وكأنّه يتعرّف على نفسه من جديد وكيف يعمل دماغه ليغدو إنساناً قادرا على أن يتحكم بنفسه أكثر لأنه دخلاليها بشكل أفضل، ومن هنا لا يجب إهمال هذا الموضوع وطلب المساعدة لأنها قد تغيّر حياة الإنسان!.